أعربت النائبة التونسية فاطمة المسدي، في تصريحات خاصة لـ"المبادرة"، عن أسفها وحزنها لما قالت إنه سقوط لتونس تحت حكم الجولاني (أحمد الشرع الرئيس السوري الانتقالي الحالي) والإرهاب المشكل من تنظيمات القاعدة والإخوان.
وقالت عضوة البرلمان التونسي، المعروفة بمواقفها الرافضة لممارسات جماعة الإخوان، إن الشعب السوري يستحق نظام حكم أفضل بكثير من حكم الإخوان والقاعدة، معتبرة أنه مهما كانت مسالب نظام بشار الأسد، إلا أنه كان حجر عثرة في مواجهة مثل هذه التنظيمات المتطرفة، على حد قولها.
وأبدت فاطمة المسدي عدم تفاؤلها بشأن إمكانية اندلاع تحركات شعبية أو انتفاضة ضد حكم الجولاني وجماعته من هيئة تحرير الشام، كما حدث في دول عربية أخرى، وأن التخلص من هذا النظام سيأخذ وقتاً طويلاً، وفق تصريحاتها.
وفي 8 ديسمبر الماضي نجحت هيئة تحرير الشام (المنبثقة عن تنظيم القاعدة) في إسقاط نظام بشار الأسد، بعد قرابة عقد ونصف من الحرب الأهلية، لكنها تواجها انتقادات شديدة فيما يتعلق بإدارتها للمرحلة الانتقالية، واتهامات لها بتغليب اللون الواحد وإقصاء شركاء الوطن السوري.
وسبق أن رد أحمد الشرع على مسألة تغليب اللون الواحد بأن هذا ضرورة لإنجاز مهام حكومته في الوقت الحالي، لكن الأحداث المؤسفة التي وقعت في الساحل السوري، من خلال التنكيل بأبناء الطائفة العلوية، وكذلك استبعاد المكون الكردي تثير كثيراً من الشكوك.
وبشكك مراقبون في أن تكون الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي كان يسيطر على مساحة محدودة من سوريا، ناتجة عن تحركات هيئة الشام، وإنما نتاجاً لتفاهمات وتوافقات دولية ما كانت الهيئة مجرد أداة لتنفيذها.
يأتي هذا في وقت تتعالى الدعوات الدولية والمحلية التي تؤكد ضرورة وجود عملية سياسية شاملة لجميع المكونات السورية، لتجنب السقوط في الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق، وسط مخاوف من انزلاق البلاد مرة أخرى إلى مربع الاقتتال الداخلي.
فضاءات الفكر
منبر الرأي
من زوايا العالم