وافقت إسرائيل ولبنان، الثلاثاء، على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله بوساطة أميركية، لإنهاء نحو 14 شهراً من القتال الذي ارتبط بالتصعيد في قطاع غزة.
ويُعد الاتفاق خطوة رئيسية نحو تهدئة الأوضاع المضطربة في المنطقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر العام الماضي.
نفّذت إسرائيل قبل ساعات من بدء تنفيذ وقف إطلاق النار أعنف هجماتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية منذ اندلاع الصراع.
وأسفرت الغارات عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، وفق السلطات اللبنانية، في محاولة إسرائيلية لتعزيز موقفها قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء.
وشملت الغارات مناطق متعددة في لبنان، مع إصدار تحذيرات بالإخلاء، ومع ذلك، استمرت الضربات الجوية حتى إعلان بدء الهدنة، حيث هزت غارة جديدة العاصمة بيروت بعد وقت قصير من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
أشاد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه "خطوة حاسمة نحو الاستقرار وعودة النازحين".
كما عبّر عن شكره للجهود الأميركية التي قادها المبعوث الخاص عاموس هوكشتاين.
من جهته، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق بأنه "نبأ سار"، مشيراً إلى أنه "يمثّل بداية جديدة للبنان".
وأضاف بايدن في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ الأربعاء في تمام الساعة الثانية صباحاً بتوقيت غرينتش.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أهمية الاتفاق، معتبراً أنه "ينبغي أن يفتح الطريق أمام تهدئة مماثلة في قطاع غزة"، بينما وصفه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه "هدنة طال انتظارها"، داعياً إلى تحويلها إلى حل سياسي دائم في لبنان.
تأتي هذه التطورات بعد تصاعد النزاع بين إسرائيل وحزب الله الذي تزامن مع الحرب في غزة.
وشهدت الأشهر الماضية تبادلاً مكثفاً للهجمات، مع تدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب تداعيات القتال.
ويرى مراقبون أن نجاح هذا الاتفاق قد يمهد الطريق لجهود دبلوماسية أشمل لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط.