بث تجريبي

رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية يكشف لـ"المبادرة" أسرار "أم الدنيا" وسر تفردها (صور)

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية عن أسرار " أم الدنيا" وسر تفردها.
وقال ريحان – في تصريحات لـ" المبادرة" – أن مصر أم الدنيا واقع ديني أثري تاريخي لا يقبل الشك، فبها نشأ نبي الله إدريس ومولده بمدينة منف (ميت رهينة حاليًا) وأقام بمصر وتكلم الناس أيامه 72 لغة وعلمّه الله منطقهم ليخاطبهم جميعا ورسم تمدين المدن وهو أول من علم النجوم واجتماع الكواكب وعدد السنين والحساب، لافتا إلى أنه من المعروف أن قدماء المصريين برعوا في علم الفلك وسبقوا كل الحضارات القديمة وكان أول من أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام.
وأضاف أن النبي  إدريس هو أول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم 308 أعوام وقدماء المصريين أول من عرفوا الكتابة حيث أن اللوحات العاجية المكتشفة بمقبرة أم الجعاب بأبيدوس في سوهاج تؤكد أسبقية مصر في معرفة أول كتابة في التاريخ قبل الكتابة المسمارية السومرية بالعراق بمئات السنين ، لافتا إلى أن مصر أم الكتابة التي انتقلت إلى سائر العالم. 


وأشار الدكتور ريحان إلى التفرد والاستثنائية في مصر الذى يجعل منها أم الحضارة والتدين وفجر الضمير وقد ارتبط علم خاص باسمها وهو علم المصريات خصّها المولى عز وجل بمميزات فريدة بذكرها في القرآن الكريم 37 مرة ، 4 مرات صراحة باسمها مصر و33 مرة ضمنًا، وحين تذكر كلمة مصر بدون تنوين فيقصد بها مصر وادى النيل وإذا جاءت منونة يقصد بها مصرًا من الأمصار أي بلد من البلاد.
وأوضح أنه بارك أرض مصر ثمانية أنبياء وهم نبي الله إدريس وأنبياء الله إبراهيم ولوط ويوسف وأبيه يعقوب وموسى وهارون وعيسى "عليهم السلام"، وبارك سبحانه وتعالى أرضها ببركة خاصة وهى بركة الإنسان والمكان بوجود الوادي المقدس طوى بسيناء حيث بورك من في النار وهو نبي الله موسى وبورك من حولها من البشر في هذه البقعة كما بورك الوادي الذي تجلى فيه المولى عز وجل بوصفه الوادي المقدس طوى فانعكست البركة على كل إنسان تلمس قدميه هذه البقعة ومن أجل هذا أمر المولى عز وجل نبيه موسى بأن يخلع نعليه وانعكست البركة على كل أرض مصر.


وذكر أن مصر سُميت بـأم الدنيا أو (أم البلاد وغوث العباد)؛ فبهذا سماها نبي الله نوحٌ عليه السلام وجاء في كتاب «فتوح مصر والمغرب» لابن عبد الحكم الذي رواية في هذا السياق «عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن نوحًا عليه السلام قال لابنه مصرايم حينما أجاب دعوته (اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات وسخِّر له ولولده الأرض وذلِّلها لهم، وقوِّهم عليها».
وينوه الدكتور ريحان إلى مباركة 8 أنبياء أرض مصر فقد عاش بها نبي الله إدريس وانتقل نبي الله إبراهيم وزوجته سارة وابن أخيه نبي الله لوط إلى أرض مصر حين حدوث جدب في أرض فلسطين وقد أهدى ملك مصر السيدة هاجر إلى السيدة سارة زوجة إبراهيم والذى تزوجها نبي الله إبراهيم وقد أنجبت له سيدنا إسماعيل عليه السلام، وبذلك فأم كل العرب مصرية ومصر أم العرب.
واوضح أن  مصر استقبلت بني إسرائيل آمنين وينسبون إلى جدهم نبي الله يعقوب وتزوج نبي الله يعقوب وأنجب اثنى عشر ولدًا هم الأسباط الإثنا عشر أصغرهم يوسف وأخوه بنيامين الذين أقاموا في مصر وخيّرهم ملك مصر في تحديد الأرض الذى ينزلون بها، فقالوا نحن رعاة ماشية فطلب نبى الله يوسف تسكينهم فى أرض جاسان أو جاشان شمال بلبيس الحالية والبعض يقول نواحى الصالحية وكان طلب نبى الله يوسف لذلك لأنها أرض مرعى لرعي الماشية.
وتوقف ريحان أمام الدراسات العلمية الحديثة التي أكدت أن الأماكن الروحية المقدسة في الأرض وفى مقدمتها الكعبة الشريفة بمكة المكرمة تتميز بوجود الأنهار الجوفية التي لا تنضب أبدا مثل ماء زمزم ويشترك معها كل الأماكن المقدسة كالقدس وسيناء ، مشددا على أن مصر كانت  حضن الأمان للعائلة المقدسة التي باركت أرضها من رفح إلى الدير المحرّق بأسيوط.

قد يهمك