دعا وزراء خارجية ومسؤولون دوليون وأمميون، اليوم الاثنين، إلى استجابة إنسانية عاجلة وواسعة النطاق لإنهاء الوضع الكارثي في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، الذي تستضيفه القاهرة بمشاركة 103 وفود دولية ومنظمات.
وأكد المشاركون في المؤتمر، على أن القطاع يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 14 شهراً، مع استمرار عمليات التدمير الشامل لأكثر من 80% من البنية التحتية.
انتقادات دولية لإسرائيل
وأكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي أن غزة تواجه مأساة غير إنسانية تفاقمت بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيراً إلى أن هذا الوضع يعكس عجزاً واضحاً للمنظومة الدولية في اتخاذ إجراءات توقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وشدد عبد العاطي على ضرورة ضمان حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى استخدام إسرائيل التجويع والتهجير القسري كأدوات عقاب جماعي، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني.
كارثة تهدد الإنسانية
من جانبها، وصفت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد الوضع في غزة بأنه "كارثة تهدد الإنسانية"، مؤكدة الحاجة الملحّة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية.
وأضافت أن 90 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية والأمراض، محذرة من أن القطاع يسجل أعلى نسبة عالمية للأطفال المصابين بالأوبئة.
وأكدت دعم الأمم المتحدة لوكالة "أونروا" باعتبارها العامل الأساسي في إيصال المساعدات ودعم الاستقرار في غزة.
الحاجة لتحرك دولي
اعتبر المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني، أن استمرار العمليات الإنسانية يتطلب ضمان بيئة آمنة وفعّالة. ودعا إلى تقديم استجابة إنسانية شاملة لمواجهة الوضع الكارثي في القطاع.
وأكد لازاريني، على أن الوكالة تقدم خدماتها منذ 75 عاماً وتحافظ على هوية اللاجئين الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة.
تعهدات بالتغيير
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الاحتلال الإسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة عبر استخدام المجاعة كسلاح حرب، داعياً إلى الضغط لإدخال المساعدات.
وشدد على ضرورة تنفيذ حل الدولتين كطريق لإنهاء الأزمة وتحقيق سلام دائم. وأشار إلى خطط لزيادة المساعدات عبر إدخال 250 شاحنة يومياً، إضافة إلى تدشين أكبر عملية جوية لتوفير الاحتياجات العاجلة للقطاع.
يُعقد مؤتمر القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويهدف إلى حشد الدعم الدولي لتوفير المساعدات العاجلة لأهل غزة والتخطيط لإعادة الإعمار.
تأتي هذه الجهود استكمالاً لدور مصر في دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الأزمة الإنسانية التي تعد واحدة من أسوأ الأزمات في العالم.