كشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تخطط لتقديم مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان، باعتباره “هدية” للرئيس الأميركي المنتخب.
وجاءت هذه التحركات بعد محادثات أجراها مسؤولون إسرائيليون، من بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية، مع الرئيس المنتخب في مقر إقامته بولاية فلوريدا.
التوقيت والخلفية السياسية
من المقرر تنفيذ وقف إطلاق النار في شهر يناير، تزامنًا مع موعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد رسميًا لمنصبه. ويبدو أن نتنياهو يسعى إلى إبرام اتفاق مؤقت مع بقاء بايدن في منصبه، على أن تترك التسوية النهائية للإدارة الجديدة برئاسة ترامب.
تفاصيل الخطة وشروطها
وفقًا للتقرير، يتضمن المقترح الإسرائيلي انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، مع تسليم المناطق الحدودية للجيش اللبناني تحت إشراف مشترك من الولايات المتحدة وبريطانيا لمدة 60 يومًا. كما يدعو المقترح إلى منع إعادة تسلح حزب الله عبر الحدود السورية بدعم من روسيا.
من بين الشروط التي وضعها الجانب الإسرائيلي حق التدخل العسكري في حال وقوع أي انتهاكات، وهو ما رفضه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، واصفًا هذا البند بأنه مساس بالسيادة اللبنانية.
الموقف الإسرائيلي والتحركات الميدانية
تعمل إسرائيل على مسارين متوازيين: تكثيف العمليات البرية في جنوب لبنان بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية لتهدئة الموقف. وبحسب ما أفاد التقرير، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي محادثات مكثفة مع فريق ترامب في فلوريدا لضمان دعم الإدارة الأميركية الجديدة للمقترح.
الرد اللبناني وردود الفعل
فيما تتابع الأطراف اللبنانية هذه التسريبات بحذر، لم تُصدر إشارات رسمية حيال المقترح بعد. وأعرب السياسيون اللبنانيون عن شكوكهم في جدية هذه الخطوة، مشيرين إلى احتمال أن تكون محاولة للتلاعب الإعلامي وتوجيه رسائل سياسية، بدلًا من كونها مسعى حقيقيًا لإنهاء النزاع.
التحديات أمام تنفيذ المقترح
على الرغم من الخطوات الدبلوماسية الجارية، يواجه المقترح الإسرائيلي عقبات ميدانية وسياسية قد تعرقل تحقيقه. وتستمر إسرائيل في تعزيز عملياتها على الحدود، مما يعكس استعدادها لمرحلة جديدة من التصعيد. يأتي ذلك في ظل رفض شعبي وسياسي لبناني لأي اتفاق يهدد السيادة أو يسمح بتدخلات عسكرية.
مستقبل المقترح مرهون بتوافق الأطراف وإيجاد صيغة تضمن الاستقرار دون المساس بسيادة لبنان أو حقوقه الوطنية.