بث تجريبي

الكرملين يعتبر استبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو "متوافقًا" مع مصالح روسيا

رحّبت روسيا، بتصريحات أمريكية صدرت مؤخرًا تشير إلى أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس مطروحًا في الوقت الراهن، معتبرة أن هذا الموقف يعكس تفهّمًا غربيًا لمخاوف موسكو الأمنية.

وأفادت وكالات أنباء روسية بأن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قال إن "واشنطن تحدثت على مستويات متعددة عن أن عضوية أوكرانيا في الناتو مستبعدة"، مضيفًا: "وهذا بالتأكيد أمر يرضينا ويتوافق مع موقفنا".

وتأتي تصريحات بيسكوف في أعقاب تصريحات أدلى بها كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأحد، أكد فيها أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو "ليست مطروحة حاليًا"، كما أشار كيلوج إلى أن الإدارة الأمريكية لا ترى في الخطوة مصلحة في الظروف الراهنة.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير دفاعه بيت هيجسيث، كانا قد عبّرا في فبراير الماضي عن تحفظات مماثلة، ما يعكس وجود تيار داخل الساحة الأمريكية يرى أن ضم أوكرانيا إلى الحلف قد يفاقم التوترات مع موسكو.

وشدد بيسكوف على أن عضوية أوكرانيا في الناتو أمرٌ مرفوض من قبل روسيا "لأن هذا سيهدد المصالح الوطنية للاتحاد الروسي"، مشيرًا إلى أن انضمام كييف للحلف يعتبر خطًا أحمر في الاستراتيجية الأمنية الروسية.

وتُعد مسألة توسّع الناتو شرقا من أبرز الأسباب التي استخدمتها روسيا لتبرير تدخلها العسكري في أوكرانيا منذ فبراير 2022، وهو ما أدى إلى اندلاع حرب دامية تجاوزت عامها الثالث.

وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم الكرملين أن روسيا لا تزال تتابع عن كثب الدور الأمريكي المحتمل في دفع مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، مؤكدًا وجود محادثات "تجري خلف أبواب مغلقة"، واصفًا إياها بأنها "سرية تمامًا".

وأضاف: "بالطبع نأمل أن يثمر هذا العمل عن نتائج"، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية التي تُبذل بعيدًا عن الأضواء لإنهاء الحرب المستمرة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وخلّفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية الأوكرانية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية - الأمريكية تذبذبًا بين المواجهة والدبلوماسية، حيث تسعى واشنطن إلى دعم أوكرانيا عسكريًا دون الوصول إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، فيما تحاول روسيا الحفاظ على مناطق النفوذ التي سيطرت عليها خلال الحرب، خاصة في إقليم دونباس وجنوب أوكرانيا.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى مسألة انضمام أوكرانيا للناتو محورًا حساسًا في المعادلة الجيوسياسية الأوروبية، وسط مساعٍ لإيجاد مخرج سياسي يُنهي النزاع العسكري ويعيد رسم ملامح الأمن في القارة الأوروبية.

 

 

قد يهمك