بث تجريبي

بيدرسون يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويحذّر: “إسرائيل تلعب بالنار”

في خضمّ الأزمات المتلاحقة التي تعصف بسوريا، جدد المبعوث الأممي الخاص إلى البلاد، غير بيدرسون، دعوته للمجتمع الدولي بضرورة رفع العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع والغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة.

وجاءت تصريحات بيدرسون خلال مشاركته، اليوم السبت، في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي المقام في جنوب تركيا، حيث أكد على أن الجهود الأممية مستمرة في التواصل مع الحكومة السورية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “المجتمع الدولي مطالب بالمساعدة كي تتمكن الحكومة السورية من تحقيق أي تقدم ملموس”.

دعوة لإنهاء العقوبات

وقال المبعوث الأممي إن رفع العقوبات بات ضرورياً لإعطاء فرصة حقيقية لسوريا للنهوض بعد سنوات طويلة من الحرب والتدهور الاقتصادي، مشيراً إلى أن الشعب السوري يواجه ضغوطاً معيشية غير مسبوقة.

تحذير من التصعيد الإسرائيلي

وعلى صعيد آخر، وجّه بيدرسون تحذيراً لإسرائيل، قائلاً إن استخدامها المتكرر للأجواء السورية لشن غارات داخل الأراضي السورية يشكل “لعباً بالنار”، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

وكان المبعوث الأممي قد انتقد في مناسبات سابقة الغارات الإسرائيلية المتكررة، والتي تصاعدت وتيرتها منذ اندلاع الأزمة السورية، واعتبرها انتهاكاً للسيادة السورية ومصدرًا لعدم الاستقرار.

كارثة إنسانية متفاقمة

في السياق الإنساني، ذكّرت تقارير صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري، إذ يحتاج نحو 16.7 مليون شخص داخل سوريا – أي حوالي 90% من السكان – إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.

كما أشارت إلى وجود أكثر من 7.4 مليون نازح داخلياً، لا يزالون بحاجة ماسة إلى الدعم والخدمات الأساسية.

تصريحات بيدرسون تأتي في وقت حرج تمر به سوريا، حيث تتقاطع الأزمات الإنسانية والسياسية والأمنية، في ظل غياب حل سياسي شامل، وتصاعد التوترات العسكرية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ما يفرض على المجتمع الدولي إعادة النظر في سياساته تجاه دمشق، وخاصة ملف العقوبات، الذي يرى مراقبون أنه بات يضر بالشعب أكثر مما يؤثر على النظام.

على الرغم من الجهود الأممية المستمرة لإحياء مسار التسوية السياسية في سوريا، إلا أن العقبات لا تزال كبيرة، سواء بسبب الانقسامات الدولية حول طبيعة الحل، أو بسبب الواقع الميداني المعقد الذي تتحكم فيه أطراف متعددة، منها روسيا، إيران، تركيا، والولايات المتحدة.

في هذا السياق، يمكن فهم دعوة بيدرسون لرفع العقوبات على أنها محاولة لتهيئة المناخ السياسي والاقتصادي لبدء مسار أكثر جدية وواقعية. فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، رغم تبريرها بأنها تستهدف النظام، فإنها عمليًا تلقي بثقلها على كاهل الشعب السوري، الذي بات يعاني من نقص في المواد الأساسية، انهيار العملة، وارتفاع معدلات الفقر.​

قد يهمك