مع حلول شهر أغسطس كل عام يخصص أغلب أولياء الأمور في الولايات المتحدة مئات الدولارات لتجهيز احتياجات أطفالهم استعدادا للعام الدراسي الجديدة وتلبية متطلباتهم من الملابس والأحذية الجديدة.
وهذا يعد عبئا ماليا على الأسر الأمريكية المتوسطة خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم خلال السنوات الأخيرة، وما نتج عنه من زيادة في أسعار السلع الأساسية، ويزيد الإنفاق خاصة في لوس أنجلوس.
ويشير استطلاع للرأي أجرته شركة ديلويت للاستشارات إلى أن الآباء في لوس أنجلوس ينفقون في المتوسط 921 دولارا على كل طفل، لشراء مستلزمات العودة للمدارس مقارنة بمبلغ 586 دولارا، ينفقه الآباء في المتوسط على مستوى الولايات المتحدة، وهو مبلغ يعد أقل بدرجة طفيفة مقارنة بمتوسط الإنفاق على مستوى الوطن العام الماضي.
وقال نحو نصف المشاركين في الاستطلاع من لوس أنجلوس، إن السبب الرئيسي لزيادة إنفاقهم يرجع إلى الزيادة العامة في الأسعار مقارنة بالعام السابق وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار ما نسبته 73% من المستهلكين على المستوى الوطني، إلى أنهم يشعرون بالقلق إزاء ارتفاع أسعار المشتريات اليومية، وقالوا إنهم يخصصون ميزانيات أكبر للنفقات الضرورية، ويقوم الآباء على جميع مستويات الدخل بتقدير الأسعار والأولويات، وهم يستعدون للعام الدراسي الجديد.
ويعني ارتفاع الأسعار للبعض وضع ميزانية أكثر تقشفا والحد من الإنفاق، ويشير الاستطلاع إلى أن الآباء من أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة، ينفقون مبالغ أقل على مستلزمات العودة للمدارس عاما بعد عام، ويضطرون إلى تخفيض الإنفاق على مجالات أخرى توفيرا للمال، وشارك في الاستطلاع 529 شخصا من لوس أنجلوس و1198 على المستوى الوطني.
غير أنه في لوس أنجلوس يتحمل الوالد في المتوسط نفقات أكثر، في كل فئة من فئات التسوق بما في ذلك الملابس والإكسسوارات والمنتجات التكنولوجية واللوازم المدرسية، وقال ما نسبته 86% من المشاركين في الاستطلاع، إنهم يتوقعون إنفاق نفس المبالغ وربما أكثر على مستلزمات العودة للمدارس هذا العام.
وشهد الإنفاق على المنتجات التكنولوجية أكبر قفزة مقارنة بالعام الماضي، حيث أنفق الآباء في لوس أنجلوس 648 دولارا لشراء هذه المنتجات في عام 2024، مقارنة بإنفاق 527 دولارا على المنتجات نفسها عام 2023، بينما كان معدل الإنفاق على هذه المنتجات على المستوى الوطني 431 دولارا العام الحالي و499 دولارا في العام الماضي.
وهناك ثلاثة عوامل تؤدي إلى زيادة إنفاق الأسر في لوس أنجلوس، تتمثل في ارتفاع تكلفة السلع، والإنفاق الإضافي على الأنشطة التي لا تتعلق بالمناهج الدراسية، وأخيرا الرغبة في التفاخر باقتناء العلامات التجارية الشهيرة.
وتبين من الاستطلاع أن تسعة من بين كل عشرة آباء بلوس أنجلوس، يشتركون لأطفالهم في الأنشطة التي لا تتعلق بالمناهج الدراسية، ويخططون لإنفاق ما يقرب من 700 دولار على رسوم وأدوات هذه الأنشطة.
ويختلف هذا الرقم إلى حد كبير وفقا لمستوى الدخل، فالأسر التي يبلغ دخلها السنوي 50 ألف دولار أو أقل، ستنفق في المتوسط 387 دولارا على الأنشطة التي لا تتعلق بالمناهج الدراسية، لكن الأسر التي يزيد دخلها على 100 ألف دولار سنويا، ستنفق 902 دولارا على هذه الأنشطة، وفقا لبيانات الاستطلاع.
وبغض النظر عن مستوى الدخل، قال ما نسبته 72% من الآباء في لوس أنجلوس، إن اختيارات أطفالهم تؤثر على حجم إنفاقهم، وأشار الاستطلاع إلى أن أكثر من 90% من الآباء الذين يعيشون في المنطقة، قالوا إنهم يرغبون في التباهي بالمشتريات التي يريدها الأطفال بدرجة أكبر، على أمل تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتسهيل عملية الانتقال من العطلة إلى العودة إلى المدرسة.