تتجه بعض البنوك المركزية أحيانًا لرفع أو خفض أسعار الفائدة، بهدف التأثير على النشاط الاقتصادي في الدولة وأيضا التحكم في معدل التضخم، وزيادة فرص الاستثمار المتاحة.
وتمثل أسعار الفائدة التكلفة التي يدفعها المقترض مقابل استخدام الأموال لفترة معينة، وعندما تخفض البنوك المركزية هذه الأسعار، فإن ذلك ينعكس على الاقتصاد بعدة طرق، أبرزها تشجيع الاستثمار وخفض تكلفة الديون.
ويعد تخفيض أسعار الفائدة هو أحد الأدوات النقدية التي تستخدمها البنوك المركزية لتحفيز الاقتصاد، فعندما يتم خفض أسعار الفائدة، يصبح اقتراض الأموال أرخص، مما يشجع الأفراد والشركات على الاستثمار والإنفاق بدلاً من الادخار، لكنه في الوقت ذاته يحمل تأثيرات معقدة تمتد إلى مستويات الإنفاق، الاستثمار، التضخم، وحتى قيمة العملة المحلية.
أهم الآثار المترتبة على تخفيض أسعار الفائدة:
- زيادة النشاط الاقتصادي، يحفز تخفيض أسعار الفائدة الاستثمار في المشاريع العقارية والصناعية ويزيد من فرص العمل.
- تشجيع الاقتراض، تصبح القروض أكثر جاذبية للشركات والأفراد، مما يساعد في تمويل التوسع والنمو.
- تحفيز الإنفاق الاستهلاكي: عندما تكون الفائدة منخفضة، يفضل المستهلكون الإنفاق بدلًا من الادخار، مما يدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
- التأثير على قيمة العملة، غالبًا ما يؤدي خفض الفائدة إلى انخفاض قيمة العملة المحلية مقارنة بالعملات الأخرى، مما يعزز الصادرات ولكنه قد يرفع تكلفة الواردات.
- في بعض الحالات، قد يؤدي زيادة الإنفاق والطلب إلى ارتفاع الأسعار، مما يؤثر على معدلات التضخم.
- زيادة الاستثمارات: انخفاض تكلفة الاقتراض يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في الشركات والمشاريع العقارية، مما يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي.
- تؤدي الفوائد المنخفضة إلى زيادة المضاربة في الأصول مثل العقارات والأسهم.
وأوضح ريتشارد كارتر، رئيس أبحاث أسعار الفائدة الثابتة في شركة كويلتر شيفيوت العالمية، أن خفض أسعار الفائدة هو محركًا مهمًا للنمو الاقتصادي، وله تأثير على أسعار الأصول، ويشمل ذلك الذهب الذي وصل إلى أعلى مستوى قياسي هذا الأسبوع.
يُنظر عمومًا إلى ارتفاع أسعار الفائدة على أنه عبئ على الذهب لأنه يجعل استثمارات الدخل الثابت، مثل السندات، أكثر جاذبية، على الرغم من أن هذا لم يكن الحال دائمًا تاريخيًا، كما تتأثر أسواق الأسهم أيضًا بتخفيض البنوك المركزية لأسعار الفائدة.
خمس استراتيجيات لاتخاذ القرارات المالية
وينصح خبراء الاقتصاد بخمس استراتيجيات لاتخاذ القرارات المالية وفقاً لمايلي:
- إعادة تقييم ديونك: في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، يعد الوقت مناسباً لإعادة تقييم ديونك الحالية، وإعادة تمويل القروض الحالية، وخاصة الرهن العقاري، للاستفادة من الأسعار المنخفضة، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى خفض المدفوعات الشهرية وتقليل إجمالي الفائدة المدفوعة بمرور الوقت، إلى جانب التركيز على الديون ذات الفائدة المرتفعة، بمعنى سداد الديون ذات الفائدة المرتفعة مثل بطاقات الائتمان، والتي قد لا تستفيد من الأسعار المنخفضة بنفس الطريقة التي تستفيد بها أنواع أخرى من القروض.
- إعادة التوازن إلى محفظة الاستثمار الخاصة بك: مع انخفاض أسعار الفائدة على حسابات التوفير، فكر في تنويع استثماراتك، وابحث عن الاستثمار في الأسهم أو صناديق الاستثمار المتداولة، وخاصة في القطاعات التي من المرجح أن تستفيد من انخفاض تكاليف الاقتراض، مثل العقارات والسلع الاستهلاكي، وينظر العديد من الأفراد إلى العقارات باعتبارها استثماراً قوياً. قد توفر أسعار الرهن العقاري المنخفضة حافزاً للاستثمار في العقارات، سواء للحصول على دخل من الإيجار أو زيادة رأس المال.
- تعظيم العائدات على المدخرات: في حين أن حسابات التوفير قد تقدم فائدة أقل، فمن الضروري الحفاظ على استراتيجية ادخار قوية، من خلال الحفاظ على صندوق طوارئ قوي لتغطية 6-12 شهراً من النفقات إذ يعد وجود السيولة أمراً بالغ الأهمية، وخاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، واستكشف خيارات الادخار البديلة، أي فكر في حسابات التوفير ذات العائد المرتفع، أو غيرها من المنتجات الاستثمارية التي قد تقدم عوائد أفضل من حسابات التوفير التقليدية.
- التخطيط لعمليات شراء كبيرة: قد تكون أسعار الفائدة المنخفضة وقتاً جيداً للاستثمارات الكبيرة، مثل شراء المنازل، إذ قد يكون الآن وقتاً ممتازاً لتأمين قرض عقاري بمعدل أقل، مما يقلل من العبء المالي الطويل الأجل، وكذلك تمويل المركبات، من خلال البحث عن قروض السيارات التي قد تأتي بأسعار فائدة أقل، مما يجعل شراء مركبة جديدة أو مستعملة أرخص.
- إعادة تقييم أهدافك المالية: مع تغير أسعار الفائدة، من الضروري إعادة النظر في تخطيطك المالي، كـن تستمر في المساهمة في حسابات التقاعد، وبالنسبة لأولئك الذين لديهم أطفال، عليهم التفكير في خطط الادخار للتعليم أو حسابات الاستثمار التي يمكن أن توفر إمكانات النمو بمرور الوقت.
إن انخفاض أسعار الفائدة هو بمثابة إشارة انطلاق لسباق جديد في عالم المال والأعمال، فمن جهة، قد يشجع هذا الانخفاض على زيادة الاقتراض والاستثمار، مما قد يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد وزيادة فرص العمل، ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأصول مثل العقارات والأسهم.
فضاءات الفكر
فضاءات الفكر
