"صرّحت القيادية الكردية هيلين أوميت، وهي عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، أن القائد آبو قدّم فرصة لدخول القرن الثاني للجمهورية من خلال التحالف التركي الكردي. وحول عدم اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، قالت: 'هل تريد الحكومة حقاً دمقرطة تركيا أم لا؟'"
ذكرت القيادية، هيلين أوميت، في لقائها مع أحد القنوات الكردية، أنه برز جدول أعمال مهم في تركيا في إطار بيان 27 شباط، وأن هناك مستوى من النقاش حول ذلك، وأن هذا بالطبع غير كافٍ، وأضافت قائلةً: "
" البيانات التي تصدرها السلطة الحاكمة تكون في الغالب على شكل ”لقد انتهينا منها“، حيث يتم اختزالها إلى هذا الحد، وهناك موقف يقول: ”دعوهم يعقدون المؤتمر، ويلقوا السلاح، وبالتالي نطوي هذه الصفحة“، هذه ليست مواقف جيدة وصحية بالطبع، لأن القضية الكردية هي قضية تعود إلى ما يقرب من 100 عام بالنسبة للجمهورية التركية، وينبغي مناقشتها في هذا الإطار، وفي إطار التحول الديمقراطي في تركيا، فمهما كانت القضية التي تعرضونها اليوم، يمكن للمرء بسهولة أن يربطها بقضية التحول الديمقراطي في تركيا والقضية الكردية، فهي قضية ملتهبة، ولذلك، يمكنني القول إن المقاربات التي يتم اتباعها بعيدة كل البعد عن إدراك الجدية وإشكالية القضية".
وأكدت هيلين أوميت أن المخاطرة الكبرى أخذها القائد آبو على عاتقه، واتخذ الخطوة الأهم، وأظهر أكبر قدر من الشجاعة، وأردفت قائلةً: "ماذا فعل حيال ذلك...؟ في وقت حساس لهذه الدرجة، حيث تتغير فيها التوازنات في المنطقة ويمكن للظروف أن تتغير في أية لحظة، خلق بيئة سياسية جديدة، كما أنه فتح لنا باباً، وهذا حقاً يجب أن يُفهم بشكل صحيح، فموقفنا كحزب العمال الكردستاني ليس موقفاً ضعيفاً، حيث أن حزب العمال الكردستاني يتمتع بالقوة من كافة الجوانب، كيف يمكن فهم ذلك، وكيف يمكن قياسه...؟ وكيف يمكن فهم هذا الواقع...؟ يمكن فهمه في واقع الشعب، فنحن حركة شعبية، حيث شهدت احتفالات نوروز أعلى نسبة مشاركة خلال السنوات الأخيرة، كانت من أكثر الاحتفالات حماسةً، وطرحت المطالب بشكل واضح وملموس".
أكدت هيلين أوميت أنهم أقوى من أي وقت مضى، وقالت بهذا الصدد: "في الواقع، يخوض الشعب أنشطته بشكل متماسك ومتكامل، والإرادة التي طرحها القائد آبو، تلقى ترحيباً من قبل المجتمع كمصدر إثارة وحماس وأمل كبيرين، ولذلك، نرى أن القائد آبو يأخذ المخاطرة على عاتقه بشجاعة، ويسعى جاهداً لجعل الطرف الآخر يتخذ خطوات، إلا أننا نلاحظ لدى الطرف الحاكم حالة من التردد، والريبة، بل والجبن، يجب قبل كل شيء التغلب على هذا الوضع.
في الواقع الحالي لتركيا، فإن الرئيس أردوغان قد قال مؤخراً "نحن نقوم بهذه العملية، وبصفتنا تحالف الجمهور، فنحن المحاورون"، هذا جيد من ناحية تبني العملية، ولكن لا يمكن أن يُقال: ”هناك وجهات نظر مختلفة ضمن صفوفنا، هناك اختلافات، وليس لدينا سيطرة“، إذا خرجت السلطة الحالية، والسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بهذا النحو أمامنا، فإن ذلك سيجعلنا نتردد، لأن هناك واقع السلطة التي يمكن أن تظهر الإرادة في كل قضية، ويمكنها أن تقوم بكل أنواع التدخلات، ويمكنها أن تمرر أي قانون تريده، ولكن ماذا قال القائد آبو في بداية هذه العملية؟ ’لديّ القدرة على نقل هذه العملية من أرضية الصراع إلى عملية قانونية وسياسية“، وقال دولت بهجلي، باسم تحالف الجمهور، ”ليأتوا، ويمارسوا السياسة، ويستفيدون من حق الأمل“.
وكانت هذه هي التصريحات التي أدلوا بها للعالم أجمع، أمام أعين الجميع، وبعد هذه الدعوة، قام القائد باتخاذ الخطوات الضرورية، فهل السلطة الحاكمة تريد أن تأخذ العملية إلى الأرضية القانونية والسياسية أم لا؟ هنا يكمن السؤال، لأن هناك مجموعة كبيرة جداً من المنتفعين من الحرب في تركيا، بما في ذلك من هم في السلطة، فهل سيتدخل الجناح الحاكم، بهجلي وأردوغان حقاً ضد هؤلاء المنتفعين أم لا؟ هل يريدان حقاً القيام بالتحول الديمقراطي في تركيا أم لا؟ عليهم قبل كل شيء أن يتخذوا قراراً في هذا الشأن، حيث هناك جدل حول هذا الموضوع، وهذا لا يمنح الثقة، ولا أحد يصدقه. ونحن أيضاً لا نصدّقه، وكذلك مختلف الأوساط أيضاً لا تصدّقه".
ولفتت القيادية الكردية، الانتباه إلى قضية عقد المؤتمر، وتابعت قائلة: "هناك مناقشات مستمرة التي تقول ”لقد وجه القائد آبو الدعوة لعقد المؤتمر، لماذا لا يعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره؟“، هناك حجة من هذا القبيل، ”طوال هذه السنوات، عقد حزب العمال الكردستاني جميع مؤتمراته دون مشاركة القائد، بل عقد مؤتمراته دون حضور جسدي للقائد آبو“، لكن الوضع الآن مختلف، حيث أن القرارات المتعلقة بحل حزب العمال الكردستاني والتغييرات الاستراتيجية وإلقاء السلاح يتخذها القائد، نعم، صحيح لقد اتخذ حزب العمال الكردستاني قراراته الخاصة به ووضعها قيد الممارسة العملية، لكنه لم يغير استراتيجيته من تلقاء نفسه، فلا يمكن لحزب العمال الكردستاني أن يحل نفسه بنفسه، ولا يمكنه القيام بذلك دون القائد، فقط القائد يستطيع القيام بذلك، فقط القائد يستطيع الإقناع".
ولفتت هيلين أوميت الانتباه إلى الدعوة للاستفادة من حق الأمل، وقالت بهذا الخصوص: "ستقول ليأتي ويستفيد من حق الأمل، وليأتي ويمارس السياسة ضمن صفوف حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، وعلاوة على ذلك لا تتخذ أي خطوات، ولا تقدم أي علامة على ذلك، ولا تصدر حتى أي بيان عادي بشأن هذه المسألة، ولا تغيّر حتى لهجة كلامك، وبعد ذلك تقول:” أنت تقوّض العملية لأنك لم تعقد المؤتمر“.
والآن، أسأل أصحاب الضمائر الحية، من هو الذي يقوّض؟ من الذي يدبر الألاعيب؟ من هو الذي يزرع هذا القلق وهذه التساؤلات وهذه الاستفسارات في قلوبنا وعقولنا؟ نحن نريد حقاً أن نضع المنظور الذي طرحه القائد آبو موضع التنفيذ على أرض الواقع بحسن نية وإخلاص قوي مع قائدنا، وفي هذا الصدد، يجب أن لا يساور شعبنا وأصدقاؤنا وجميع الأوساط الحساسة التي تدرك جدية هذه القضية أي شك، ولكن هذا لا يمكن أن يتحول إلى قصة وينتهي، بل يجب فهم ذلك بشكل صحيح، لا يوجد وضع من هذا القبيل، ’فهم في مأزق كبير، وهم بحاجة ماسّة إلى هذا الأمر‘، حقيقةً، لا بد من فهم هذه العملية جيداً، فبينما هناك الكثير من التطورات والأحداث في المنطقة، والكثير من عوامل الخطر، والكثير من الحسابات على الكرد، وبينما يقدّم القائد فرصة، فإنه من الممكن بالنسبة لتركيا أن تدخل القرن الثاني من الجمهورية بتحالف بين الكرد والأتراك، فما يجب أن يحدث في مثل هذه العملية هو أن يكون الطرف الآخر، السلطة الحاكمة، أكثر استعداداً، فهم ليس لديهم استعدادات، وعلى وجه الخصوص، يجب عليهم إعداد الأرضية القانونية والسياسية لهذه العملية والوفاء بمسؤولياتهم، إذا حدث هذا، فبالطبع الإرادة التي أظهرها قائدنا ستضفي الطابع الديمقراطي على تركيا ويجعلها بلداً حراً".