تحل اليوم 4 أبريل ذكرى مولد عبدلله أوجلان زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني، التي تتزامن هذه المرة مع طرحه مؤخراً مبادرة من أجل السلام والمجتمع الدمقراطي مع الدولة التركية تتضمن حل هذا الحزب.
ويعد أوجلان أو (آبو) الشخصية الكردية الأكثر تأثيراً في أوساط هذا الشعب الموزع على 4 دول هي سوريا والعراق وتركيا وإيران، وتأتي مناسبة مولده تزامناً مع استمرار سجنه في جزيرة إمرالي التركية للعام السادس والعشرين.
ويرصد موقع "المبادرة" في النقاط التالية أهم المعلومات والمحطات في حياة أوجلان
- ولد أوجلان 4 أبريل عام 1949 في كنف عائلة تعمل بالزراعة جنوب شرق تركيا، وقد تشكلت أفكاره في فترة كان اليسار التركي يشهد صعود واشتباكات عنيفة في الشوارع مع مجموعات يمينية متطرفة في سبعينيات القرن الماضي. وقد دفعه ذلك المشهد الصاخب وكذلك العقليات الاقصائية، إلى الابتعاد عن اليسار التركي التقليدي وتأسيس مجموعة طلابية أوجلانية وثم حزب العمال الكردستاني عام 1978.
- تأثر أوجلان بالاضطهاد الذي تعرض له الكرد ومحاولات طمس هويتهم، ولهذا تبنى منذ البداية خطابا مرتكزا على النضال والكفاح المسلح لتحقيق دولة كردية مستقلة، ما وضعه في مواجهة مباشرة مع سلطات أنقرة التي صنفت حزبه لاحقا "منظمة إرهابية"، شأنها شأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في المقابل اعتبر المتأثرون به أنه زعيم لحركة تحرر وطني.
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وتبدل النظام العالمي والظروف الأقليمية، قام الزعيم الكردي بتطوير الفكر السياسي وأهداف حزبه فتحول للابتعاد عن مفهوم وهدف بناء دولة قومية كردية إلى موضوع التحول الديمقراطي وبناء السلام والحل الديمقراطي مع تركيا، وقد تم وقف إطلاق النار الأول بغرض الحل السياسي في عهد الرئيس التركي الأسبق توركوت أوزال لم ذلك لم يتم وتم تحيد الرئيس التركي وقد سعى أوجلان لجعل الهدف الاساسي لنضاله ونضال حزب العمال هو الحرية والديمقراطية، والتركيز على حرية المرأة وجعلها تقوم بمهام وأعمال قيادية مما شكل إنطلاقة فريدة في موضوع المرأة.
- وقد أقام في سوريا لفترة، وقاد منها نشاطات الحزب إلى أن هددت تركيا بشن حرب على دمشق في عام 1998، وهددت نظام حافظ الأسد بحصة سوريا من مياه نهر الفرات، ما أجبره على مغادرة الأراضي السورية.
- وبعد سلسلة محاولات لطلب اللجوء في روسيا وإيطاليا واليونان، ألقت قوات خاصة تركية القبض على أوجلان في العاصمة الكينية نيروبي عام 1999، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي والولايات المتحدة ودول أوروبية مثل بريطانيا، في إطار ما يصفه الكرد بـ"المؤامرة الدولية".
- وقد جرى نقله جوا إلى أنقرة حيث حوكم بتهمة الخيانة والانتماء إلى منظمة انفصالية مسلحة، وصدر ضده حكم بالإعدام، لكن العقوبة خففت لاحقا إلى السجن المؤبد، ليقبع في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة منذ ذلك الحين، أي لنحو 26 عاماً حتى الآن، وفرضت عليه عزلة تامة.
- وعلى الرغم من العزلة في السجن وتقدمه في السن، احتفظ أوجلان بمكانة رمزية لدى شريحة واسعة من الكرد الذين يطلقون عليه لقب "آبو"، وخلال تلك الفترة قدم العديد من الكتابات المهمة لا سيما مفهومه الأمة الديمقراطية، والدعوة إلى خلق مجتمعات تقوم على التعايش والتسامح وتناضل من أجل الديمقراطية والحرية للجميع.
- ومن أبرز إسهاماته الفكرية كتاباته عن المرأة، إذ أعطى لها مكانة متميزة في أفكاره، إذ يعتبر أن حرية المجتمعات وتحرر الشعوب من الاضطهاد والاستبداد يبدأ من تحرير المرأة، ويرى أنها يجب أن تكون شريكة في النضال، وليست مجرد وسيلة للإمتاع أو الإنجاب، وهي تقف على قدم المساواة مع الرجل، ويجب أن تكون المناصب والمسؤوليات تقوم على فكرة التشاركية بين الرجل والمرأة.
- وقدم أوجلان كذلك أطروحات كثيرة بشأن رؤيته للأوضاع في الشرق الأوسط، الذي يدفع ثمن دولة الحداثة الرأسمالية – وفق أفكاره – معتبرا أن فكرة الدولة القومية هي الأساس لكثير من المشكلات، داعيا إلى قيام دول تقوم على أفكار الأمة الديمقراطية، وتطرق كذلك إلى مسألة التخلص من التبعية للقوى الإمبريالية الغربية.
- خلال عملية السلام بين 2013 و2015 في تركيا عادت صورة أوجلان إلى الواجهة باعتباره قد يشكل "كلمة السر" في إنهاء الصراع الدامي. فكان يوجه رسائل من وراء القضبان، تدعو إلى وقف القتال واعتماد الحل السياسي.
-وقد توصل المفاوضات بين الدولة والزعيم الكردي المسجون وتم اطلاق مطابقة دولما بخجلى ولكنها لم ترى التطبيق الفعلي وانتهت هذه الجولة والمطابقة دون نتيجة.
- ومع انهيار العملية عام 2015، عاد التوتر إلى مناطق جنوب شرق تركيا، بينما تحول تركيز حزب العمال الكردستاني إلى مناطق جبلية بشمال العراق.
أطلق الزعيم الكردي نداء السلام والمجتمع الديمقراطي في 27 فبراير في عام 2025 وذلك لتهيئة الأرضية السياسية والقانونية بدل العنف والشدة والحرب، وقد استجاب حزب العمال الكردستاني للنداء وأبدى تجاوبه بشرط أن يقوم أوجلان بنفسه بقيادة العملية، وقد لاقى النداء ترحيباً من قبل الكثير من الدول الإقليمية والعالمية والأمم المتحدة، ومازال الجميع يراقب الخطوات التي يجب على تركيا أن تخطوها لتتقدم العملية، ولكن الجميع يعلم كمية وحجم التحديات الموجودة بعد حوالي 54 سنة من مسيرة أوجلان ومئة سنة من وجود القضية الكردية في تركيا بعد حرب الاستقلال والاتفاقيات الدولية التي قسمت الكرد والمنطقة.
- وعلى الرغم من مرور ربع قرن على وجوده خلف القضبان، اكتسب أوجلان مكانة واسعة لم تقتصر حدودها على المكون الكردي فقط، بل امتد تأثيره إلى كثير من مناطق الشرق الأوسط، وسط دعوات متواصلة لإطلاق سراحه، خاصة بعد دعوته الأخيرة إلى السلام.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم