بث تجريبي

خبير سياسي: حكومة الشرع خيبت آمال السوريين واستبعاد الكرد خطأ كبير

وجه مراقبون ومهتمون بالشأن السوري انتقادات حادة للحكومة الجديدة التي أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تشكيلها، مؤكدون أنها أصابت الشارع السوري بخيبة أمل واسعة؛ لتجاهلها بعض المكونات الرئيسية في المجتمع السوري، وكذلك تجاهل دور المرأة، كما أنها جاءت لتعكس حالة الاستئثار بالسلطة التي اتسمت بها هيئة تحرير الشام.

عن تلك الحكومة، يقول هاني الجمل الباحث في الشؤون الدولية إن السوريين كانوا يتابعون إعلان هذه الحكومة عبر التلفزيون، وقد كانت هناك آمال عريضة لديهم عليها، وعلى ودورها في المرحلة الانتقالية التي قد تطول إلى خمس سنوات، إلا أن السلطات بما أن كلها تقريباً بيد أبو محمد الجولاني فإن حكومته جاءت تعكس ذلك.

وأضاف أنه بالرغم من الآمال التي كانت تعقد على هذه الحكومة، جاء تشكيلها ليعبر عن خيبة أمل واسعة لدى الشارع السوري، وجاءت ردود الأفعال الداخلية سلبية، فأولاً غاب عنها التمثيل الجيد للمرأة، فمن بين 23 وزيراً لا يوجد إلا امرأة وتشغل حقيبة اجتماعية وليست سيادية أو صاحبة قول أو فصل في الحكومة.

ويرى الجمل أن الأخطر أن هذه الحكومة غاب عنها المكون الكردي، فهم مكون أساسي ليس فقط من حيث عدد السكان، بل من حيث الثقل العسكري والسياسي، وقد تابعنا من قبل اتفاق قوات سوريا الديمقراطية مع الجولاني، وكان هذه يوحي بأنه يمكن أن يكون هناك تمثيلاً جيداً للكرد، لكن هذا لم يحدث.

وانتقد الخبير السياسي المصري بشدة استبعاد المكون الكردي من هذه الحكومة؛ معتبراً أنه خطأ كبير، لما يتمتع به الكرد من خبرة سياسية تمثلت في تجربة الإدارة الذاتية بإقليم شمال وشرق سوريا، وما تشكله هذه التجربة من نموذج جيد للحكم في الداخل السوري، وبالتالي لم تستفد إدارة الجولاني من تجربة كتلك.

ولفت إلى أن بعض الوزراء في الحكومة هم أصحاب خلفيات تنظيمية مرتبطة بـ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً المنبثقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي)، إلى جانب بعض التكنوقراط، الذين لم يتضح بعد لديهم الآليات التي ستمكنهم من بناء سوريا جديدة، في دولة في مفترق طرق، فضلاً عن مدى قدرة هذه الحكومة على إرضاء الشارع السوري، والتعامل مع تحديات مثل بناء المؤسسات، ومواجهة التدخلات الخارجية من جانب تركيا وإسرائيل.

وأعلن أحمد الشرع رئيس سلطة دمشق الانتقالية تشكيل حكومة جديدة في سوريا، تضم 23 حقيبة وزارية برئاسته، حيث أدى الوزراء اليمين أمامه خلال مراسم أقيمت بالقصر الرئاسي، وبثها التلفزيون الرسمي، ومن أبرز ما فيها الإبقاء على وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة.

قد يهمك