لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، يحتفل أكراد سوريا بعيد نوروز، الذي يصادف 21 مارس/آذار، بروح جديدة في ظل غياب نظام البعث وحكم الأسد.
وقد عبّر العديد من السوريين العرب ومن مختلف الطوائف عن رغبتهم في مشاركة الأكراد السوريين احتفالاتهم، احتفاءً باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع الدولة السورية وسقوط نظام الأسد.
ويُعتبر نوروز، الذي يعني "اليوم الجديد" باللغتين الفارسية والكردية، العيد الوحيد الذي تحتفي به شعوب وأديان متعددة عبر قارات مختلفة. ويحتفل به الملايين من الفرس والآذريين والبشتون والتركمان والطاجيك والأوزبك والكازاخ، إضافةً إلى سكان مقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وولاية كوجارات الهندية وشمال غرب الصين. كما يُعدّ عطلة رسمية في عدة دول مثل إيران والعراق وقرغيزستان وأذربيجان.
ورغم أن نوروز يرتبط لدى معظم هذه الشعوب بمناسبة دينية أو ثقافية تمتد جذورها إلى 3000 سنة، فقد اكتسب طابعاً قومياً بارزاً لدى الأكراد في العصر الحديث - إذ أصبح مناسبة سنوية يؤكدون من خلالها هويتهم الوطنية، ويجددون مطالبهم بحقوقهم السياسية والقومية، لا سيما في تركيا، إيران، العراق، وسوريا.
وفي حين حظي الأكراد في إيران والعراق بقدر أكبر من الحرية للاحتفال بعيد نوروز - نظراً لكونه عيد رأس السنة في إيران، ولتمتع إقليم كردستان العراق بحكم ذاتي منذ سبعينيات القرن الماضي - واجه الأكراد في تركيا وسوريا قمعاً شديداً على مدى عقود. ففي كلتا الدولتين، منعت الحكومات المتعاقبة الاحتفالات بهذا العيد وفرضت عقوبات صارمة على المشاركين فيها.
وبلغ القمع ذروته في أوائل التسعينيات، عندما استخدمت السلطات التركية المدرعات والرصاص الحي ضد المحتفلين في مدينة جزرة جنوب شرقي البلاد، واعتقلت العديد من الأشخاص، بمن فيهم قاصرون تحت سن الثامنة عشرة. ولم تبدأ السلطات في تركيا وسوريا بتخفيف القيود على هذه الاحتفالات إلا خلال السنوات الأخيرة.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم