عقدت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الاثنين، اجتماعًا موسعًا بمشاركة أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات الدولية، بهدف مناقشة خطط إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة، وذلك بمقر وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.

وخلال الاجتماع، تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار القطاع، التي تقودها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.

استعرض وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، الخطة المتكاملة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن نجاحها يعتمد على عدة عوامل رئيسية، أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، وإدارة مرحلة التعافي المبكر، وإعادة الإعمار بشكل يضمن الملكية الفلسطينية للجهود المبذولة، مع التعامل مع غزة كجزء أصيل من الأراضي الفلسطينية.

وأكد الوزير أهمية تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع من خلال تشكيل لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شؤونه لفترة انتقالية، تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، لضمان إعادة الإعمار بآلية فعالة ومستدامة.

تأييد إقليمي ودولي

أعلن الدكتور بدر عبد العاطي أن مصر والأردن بدأتا تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة، ضمن جهود إعادة الاستقرار الأمني إلى القطاع.

وأكد أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة حظيت بتأييد إقليمي ودولي واسع، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على ترتيب مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار غزة، بهدف تأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة على أرض الواقع.

مقترح لإرسال قوات دولية

في سياق متصل، كشف وزير الخارجية المصري عن وجود مقترح بأن يدرس مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك نشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية في غزة والضفة الغربية.

وأوضح أن هذه الخطوة ستكون ضمن إطار زمني وبرنامج واضح يهدف إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

من جانبه، قدم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، عرضًا مفصلًا عن إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة، مستعرضًا الإجراءات الطارئة التي اتخذتها مصر منذ بدء الحرب، والتي شملت تقديم خدمات صحية لأكثر من 107 آلاف فلسطيني عبروا إلى مصر، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار.

وأوضح الوزير أن الوضع الصحي في غزة وصل إلى مستويات كارثية، حيث أُخرج أكثر من 70% من المنشآت الصحية عن الخدمة، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية الأساسية.

يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لدعم قطاع غزة إنسانيًا وصحيًا، والعمل على تأمين إعادة إعمار مستدامة بمشاركة المجتمع الدولي، بما يضمن تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في القطاع المحاصر.