انطلاق جلسة محاكمة الاحتلال التركي في بروكسل على جرائمه في شمال وشرق سوريا

انطلقت قبل قليل جلسة محاكمة دولة الاحتلال التركي على الجرائم التي ارتكبتها في إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك في محكمة الشعب بالعاصمة البلجيكية، بروكسل.

وتنظم المحاكمة في الجامعة الحرة ببروكسل وتُعقد في قاعة المحاضرات الأولى في حرم أتربيك، بمشاركة محامين وصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الذين يتعاملون مع الجرائم الدولية، وتستمر على مدار يومي الخامس والسادس من شباط الجاري.

ونظمت الدعوة ضد سلطات دولة الاحتلال التركي من قبل لجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومحامين يتابعون جرائم الدولة التركية، ومركز الأبحاث وحماة حقوق المرأة ومنظمات حقوق الإنسان.

وتبدأ المحاكمة من قبل جمعية الديمقراطية والقانون الدولي (ULB, MAF-DAD)، الرابطة الأوروبية للمحامين من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية (ELDH)، ورابطة المحامين الديمقراطيين الدولية (IADL)، والمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) والمعهد الكردي في بروكسل.

وستتناول المحكمة جملة من الملفات والجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي، من أهمها:

ملف اغتيال هفرين خلف

وهفرين خلف السياسية الكردية، كانت تشغل منصب الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، وتم اغتيالها من قبل المرتزق حاتم أبو شقرا متزعم مرتزقة أحرار الشرقية التابعة للاحتلال التركي، وذلك يوم 12 تشرين الأول عام 2019 أثناء شن الاحتلال التركي هجمات على مدينتي سري كانيه وكري سبي/تل أبيض.

ملفات احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي/تل أبيض

واحتلت تركيا ومرتزقتها مدينة عفرين في آذار عام 2018، فيما احتلت مدينتي سري كانيه وكري سبي/تل أبيض في تشرين الأول عام 2019، وارتكبت أثناء الهجمات وفترة الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث قامت دولة الاحتلال بعمليات التهجير القسري للآلاف من المدنيين القاطنين في تلك المدن، وتم الاستيلاء على منازل العديد منهم.

كما تم أيضاً تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية من مدارس ومستشفيات، وتم استهداف المزارات الدينية للإيزيديين والمواقع الأثرية الشاهدة على عراقة وأصالة الحضارة الكردية وتاريخها الطويل في تلك المناطق.

ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل لا يزال مستمراً بتدمير الطبيعة وإحداث التغيير الديمغرافي بإحضار أناس لا يمتون الى المنطقة بأي صلة، بعد بناء المستوطنات لهم في المدن والقرى التي أزالوا بيوت سكانها وحقول الزيتون كاملة في بعضها الآخر.

وفي هذا الملف، سيتم التطرق أيضاً إلى استخدام دولة الاحتلال التركي للأسلحة المحرمة دولياً في هجماتها على عفرين وسري كانيه.

استهداف مشفى كوباني

خلال السنوات الماضية، شن الاحتلال التركي هجمات عبر طائراته الحربية والمسيّرة على العديد من المشافي في شمال وشرق سوريا، ومن بينها الهجوم على مشفى كوباني (مشته نور)، حيث تعرض المشفى في كانون الأول عام 2023، لـ 6 هجمات بالطائرات المسيّرة ما أدى لتدميره بالكامل. وهذا المشفى تم بناءه بدعم من منظمة أطباء بلا حدود، وكان يضم أقسام الأطفال والنساء والسكري والأعصاب، بالإضافة إلى صيدلية، وقسم للتحاليل الطبية، وثلاث سيارات إسعاف، وكان يقدم الخدمات المجانية لـ 300 – 400 شخص مجاناً في اليوم.

استهداف البنية التحية والمراكز الحيوية

خلال أعوام 2023 و2024 والعام الجاري (2025)، استهدف الاحتلال التركي العشرات من المنشآت الحيوية والخدمية في شمال وشرق سوريا بالطائرات الحربية والمسيّرة، ما أدى لتدميرها وخروجها عن الخدمة والتي أثرت بشكل سلبي على حياة المدنيين، ومنها استهداف محطات وشركات الكهرباء، صوامع الحبوب، المطاحن، المخابز، المدارس، محطات البترول ومصافي النفط وغيرها الكثير من المعامل والمصانع.

استهداف مطبعة سيماف

في الـ 25 من كانون الأول عام 2023، استهدفت مسيّرات الاحتلال التركي مطبعة سيماف في مدينة قامشلو. ما أدى لاستشهاد 6 من إداريّ وموظّفي المطبعة، وإصابة العديد منهم، وخلفت الدمار في المبنى والمعدات التي خرجت عن الخدمة.

وهذه المطبعة مالكوها أناس مدنيون عاديون كانت تقوم بتأمين كل مستلزمات مدينة قامشلو بالمطبوعات اللازمة والكتب التي تسهم في تطوير العلم والمعرفة لسكان المنطقة.

ملف الجرائم المرتكبة بحق النساء

خلال هجماته على شمال وشرق سوريا وكذلك بعد احتلال مناطق في سوريا، ارتكب مرتزقة الاحتلال التركي جرائم قتل وسجن وإخفاء قسري واغتصاب بحق النساء. وكل هذه الجرائم تُرتكب في المناطق التي تحتلها تركيا دون أي رادع أخلاقي أو قانوني، وتعدّ تركيا مسؤولة عنها كونها دولة احتلال.

كل هذه الملفات وغيرها الكثير، تتناول الانتهاكات التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة لها والمعروفة باسم "الجيش الوطني"، ما هي إلا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والتي تستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية بحق الدولة التركية الراعية والموجهة لهذه المجموعات المرتزقة التابعة لها لارتكاب هذا النوع من الجرائم التي تستهدف الكرد والعرب والإيزيديين والسريان وغيرهم من مكونات مناطق شمال وشرق سوريا الذين يعيشون معاً بسلام.