الإنجاب.. هل يمكن للمرأة وضع طفل في الـ 40 من عمرها

تعتبر فكرة الإنجاب بعد سن الأربعين قضية مثيرة للجدل في المجتمعات العربية، حيث تنتشر بين النساء الكثير من الأقوال التي تحذر من التأخر في الحمل، وتربط العمر بشكل حاسم بفرص الإنجاب.

لكن، ما مدى صحة هذه التحذيرات؟ وهل يُعد العمر فعلاً العامل الحاسم في القدرة على الإنجاب، أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر بشكل أكبر؟

إشاعات تحيط بالعمر والعقم

تقول الطبيبة هند عبد السلام لبي بي سي إن العديد من النساء يعتقدن أن الإنجاب بعد الأربعين يصبح مستحيلاً، بناءً على ما يسمعنه من محيطهن، مما يثير لديهن القلق بشأن فرص الحمل.

وتؤكد أن هذا الاعتقاد غير دقيق، فالأمر يختلف من امرأة لأخرى، وهناك نساء يمكنهن الحمل في سن الـ 48 أو حتى أكبر من ذلك.

التحديات الطبية بعد سن الـ 35

يشير الأطباء إلى أن النساء اللواتي يقررن الإنجاب بعد سن الـ 35 بحاجة إلى رعاية طبية خاصة بسبب المخاطر الصحية المحتملة، مثل العوامل الوراثية والمشاكل الجينية التي قد تؤثر على الأجنة.

تُعد البويضات من أبرز العوامل التي تؤثر على الخصوبة، إذ يولد الإنسان بعدد معين من البويضات يظل يتناقص مع تقدم العمر، حيث تزداد صعوبة الحمل مع بلوغ سن الأربعين.

الاختلافات بين خصوبة الرجال والنساء

على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الرجال يمكنهم الإنجاب في أي عمر، فإن الدراسات تشير إلى أن خصوبة الرجال أيضاً تتأثر بتقدم العمر، وإن كان ذلك يحدث بشكل تدريجي.

تبدأ جودة الحيوانات المنوية في الانخفاض ما بين سن الـ 40 و45، ما قد يزيد من احتمالات وجود مشاكل صحية في الجنين مثل التوحد أو اضطراب نقص الانتباه.

الإنجاب بعد الأربعين: التجربة الشخصية لدعاء الصفتي

دعاء الصفتي، التي أنجبت طفلها الخامس عمار بعد أن تجاوزت الأربعين، تقول إن حملها كان مفاجأة غير متوقعة، إلا أنها واجهت تحديات كبيرة، خاصة من بعض الأطباء الذين كانوا يصرون على ضرورة إجراء ولادة قيصرية رغم عدم حاجتها لها.

وبالرغم من هذه المخاوف، أنجبت دعاء طفلها بصحة جيدة، وتقول إنها تشعر بأنها أكثر نضجاً وخبرة مقارنة بتجاربها السابقة.

المخاوف الطبية والعملية

تشير الطبيبة هند عبد السلام إلى أنه لا يجب أن تخاف النساء فوق الأربعين من الحمل إذا تم مراعاة بعض الجوانب الصحية مثل التوقف عن التدخين، والمحافظة على مستوى السكر في الدم والوزن، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية والتغذية السليمة.

وتؤكد أن الفرص في الحمل لا تقتصر فقط على النساء الأصغر سناً، بل إن هناك طرقًا مثل التلقيح الاصطناعي التي يمكن أن تساعد في تحقيق الحمل رغم التحديات.

النظرة المجتمعية والتغيير في المفاهيم

بينما يظل العمر عاملًا هامًا في حياة المرأة، يبدو أن العديد من النساء في المنطقة العربية لا زلن يواجهن تحديات نفسية واجتماعية بسبب المفاهيم الخاطئة عن الإنجاب في سن متقدمة.

إلا أن الحقيقة العلمية تؤكد أن العمر ليس حتمًا حاجزًا غير قابل للتجاوز، بل يتطلب فقط اهتمامًا ورعاية طبية خاصة للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، مع توفر الدعم اللازم من الأطباء والأسرة.