كشفت دراسة حديثة أجراها مركز الكفاءة للعمالة الماهرة في ألمانيا عن تفاقم أزمة نقص العمالة الماهرة، حيث تشير البيانات إلى أن سوق العمل في البلاد يحتاج إلى أكثر من 530 ألف عامل مؤهل بين يوليو 2023 ويونيو 2024 عبر مختلف القطاعات والصناعات.
وتعد أزمة العمالة الماهرة في ألمانيا من أبرز التحديات التي تواجهها العديد من القطاعات الاقتصادية، حيث يُعتبر القطاع الصحي الأكثر تضررًا.
وأظهرت الدراسة أن هناك نحو 47,400 وظيفة شاغرة في هذا القطاع خلال عامي 2023 و2024، لم يتم شغلها رغم محاولات التوظيف المتعددة، ما يعكس النقص الحاد في العاملين المدربين.
وأوضحت الدراسة أن قطاع البناء أيضًا يعاني من نقص كبير في العمالة الماهرة، حيث كان هناك نحو 42 ألف وظيفة شاغرة في مجالات مثل أعمال البناء التحضيرية وتركيبات البناء.
وتعزى أزمة نقص العمالة في القطاع الصحي إلى زيادة الطلب على الخدمات الصحية نتيجة لتزايد نسبة كبار السن في البلاد.
ووفقًا لمعهد روبرت كوخ (RKI)، فإن نسبة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا ستنمو من 21% إلى 29% بحلول عام 2030، ما يتطلب زيادة كبيرة في عدد العاملين في المجال الصحي.
أما بالنسبة لتفاصيل النقص في الوظائف، فقد كان أكبر عجز في قطاع العلاج الطبيعي، حيث بلغ عدد الوظائف الشاغرة حوالي 11,600 وظيفة، تلتها الوظائف في مجال مساعدي طب الأسنان بواقع 7,350 وظيفة، بالإضافة إلى 7,100 وظيفة في الرعاية الصحية والتمريض.
تفاقم هذه الأزمة يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لسد الفجوة في العمالة الماهرة في القطاعات الحيوية، وخاصة مع تقدم المجتمع الألماني في السن وزيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية المستمرة.