بث تجريبي

المحلل السياسي إلهامي المليجي يرصد عدداً من الدلالات المهمة في توقيف شبكة نسائية من داعش شمال وشرق سوريا

رصد الكاتب والمحلل السياسي البارز إلهامي المليجي عددا من الدلالات المهمة التي حوتها العملية النوعية التي نفذتها ، فجر الأحد الماضي ، الجهات الأمنية وأسفرت عن القبض على شبكة مكونة من ست نساء ينتمين لعائلات مقاتلي تنظيم "داعش"، كنّ محتجزات في مخيم "روج" الواقع ضمن مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا.

وذكر المليجي ، في تحليل كتبه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) اليوم السبت ، أن اللافت في هذه العملية أن زعيمة هذه الشبكة، وتُدعى (ر)، هي زوجة ضابط مصري سابق يُدعى (أ.ذ.)، كان قد التحق بتنظيم داعش بعد انشقاقه عن الجيش المصري، لكنه سرعان ما دخل في صراع داخلي مع قادة التنظيم، انتهى بإعدامه بتهمة "الخيانة". ومنذ ذلك الحين، كرّست زوجته جهودها لاستكمال ما اعتبرته "رسالة زوجها"، حيث كانت تتولى تدريب ابنها وعدد من الأطفال المعروفين باسم "أشبال الدولة الإسلامية"، تمهيدًا لتجهيزهم كمقاتلين مؤدلجين ضمن مشروع الجيل الثاني من التنظيم.

وأوضح أن هذه الواقعة، رغم ما تحمله من أبعاد إنسانية مريرة، تكشف مجددًا عن خطورة شبكات "الداعشيات" الصامتة، ودور النساء في إعادة إنتاج الفكر المتطرف في صور أكثر تماهيًا مع واقع الشتات واللجوء، خصوصًا داخل المخيمات التي تحوّلت، مع مرور الوقت، إلى حاضنات أيديولوجية ومرتع للتجنيد والتدريب السري.

في البعد الأمني، يقول المليجي إن هذه العملية تُعيد تسليط الضوء على خطورة إهمال ملف "عوائل داعش"، لا سيّما في ظل التراخي الدولي في تحمل مسؤولية رعايا التنظيم المحتجزين في المخيمات، ورفض غالبية الدول استعادة مواطنيها، ما خلق فراغًا استغلته فلول التنظيم لبناء خلايا جديدة، تعتمد هذه المرة على "النساء والأطفال" كسلاح مؤجل.

وفيما يتعلق بالبعد السياسي، اعتبر المليجي أنها رسالة إنذار مبكر بأن خطر "داعش" لم ينتهِ بانهيار دولته المزعومة، بل دخل طور الكمون والتشكل الجديد عبر واجهات ناعمة، تستثمر في المظلومية من جهة، والتكفير الثأري من جهة أخرى.

وشدد المليجي على ضرورة قراءة هذا الحدث بشكل أعمق ، في ظل كل ذلك، ليس كواقعة أمنية معزولة، بل كجزء من مشهد إقليمي مضطرب، تنبعث فيه رائحة الخراب من رماد الهزيمة، ويُعاد فيه توظيف "الضحية" لتصبح "مفخخة" من جديد.

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك