بث تجريبي

سياسيون ودبلوماسيون نمساويون: يجب على الحكومة التركية اتخاذ خطوات نحو السلام

دعا كل من الرئيس النمساوي السابق هاينز فيشر، والنائبة عن حزب الخضر في فيينا هايدي سيكوينز، والمحامي النمساوي كليمنس لاهنر، والسياسية والخبيرة في السياسة الخارجية إيوا إرنست دزيدزيك والنائبة عن حزب الخضر النمساوي بيريفان أصلان، إلى إطلاق سراح القائد آبو وإلى اتخاذ الدولة التركية خطوات في هذا الصدد.

هاينز فيشر: يجب على الحكومة التركية اتخاذ خطوات نحو السلام

ذكر الرئيس النمساوي السابق هاينز فيشر، بأنه يجب على كلا الجانبين اتخاذ خطوات لحل النزاع الممتد لعقود من الزمان بين تركيا والكرد، وأكد فيشر أن الخطوات التي اتخذها القائد آبو نحو السلام مهمة وأنه من الضروري أن تستجيب الحكومة التركية لهذه الخطوة.

وأشار هاينز فيشر إلى أن هناك فرصة سانحة لحل القضية الكردية في تركيا، والتي استمرت لعقود من الزمان، وأضاف قائلاً: "هناك حرب تدور رحاها منذ سنوات بين الحكومة التركية والشعب الكردي، وإذا كانت هناك فرصة اليوم لحل هذه القضية أو على الأقل الحد من هذه القضية، يجب على كلا الجانبين اتخاذ خطوات، ولقد اتخذ أوجلان خطوة شجاعة، ويجب على الحكومة التركية أيضاً أن تتعامل مع الشعب الكردي بالطريقة الصحيحة، ولا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا بذل الطرفان جهوداً حازمة من أجل السلام".

وذكر فيشر أنه يعرف القائد آبو منذ سنوات طويلة ويتابع عن كثب مكانته في التاريخ السياسي في تركيا، ولفت الانتباه إلى السنوات التي اُحتجز فيها القائد آبو في السجن والحرب الجارية، وقال فيشر فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة: "أنا في السادسة والثمانين من عمري وأتذكر الفترة التي سبقت احتجاز أوجلان، في ذلك الوقت فقد الكثير من الناس أرواحهم من كلا الجانبين، ثم اُحتجز أوجلان في إمرالي وظلت هذه القضية غير قابلة للحل لسنوات، ولكن مع ذلك، إذا كان يقوم أوجلان باتخاذ خطوة مهمة لم تكن ممكنة في الماضي ودعا حزب العمال الكردستاني والكرد إلى ”إلقاء السلاح“، فيجب استغلال هذه الفرصة، وينبغي على الحكومة التركية أن تستجيب بشكل إيجابي لهذه الدعوة وتتخذ خطوة نحو السلام".

"الخطوات والتطورات الأحادية الجانب ليست كافية"

وأشار فيشر إلى أن عمليات السلام لا يمكن أن تتقدم إلا من خلال خطوات متبادلة لكلا الجانبين وأن الخطوات الأحادية الجانب لن تكون كافية، وأردف قائلاً: "يجب على كلا الطرفين أن يتصرفا من أجل حل النزاع، وعندما يتخذ أحد الطرفين خطوة، فإنه يجب على الطرف الآخر أيضاً أن يبادر إلى الاستجابة لذلك، وقد اتخذ أوجلان الخطوة الأولى، إذا استجابت الحكومة أيضاً أمام الرأي العام، حينها يمكن اتخاذ خطوات من أجل سلام دائم، وينبغي أن تؤخذ رسالة أوجلان في الاعتبار، وينبغي إيجاد سبيل للحل وفقاً لذلك".

"حالياً، هناك فرصة مهمة للسلام"

نوّه هاينز فيشر إلى أنه في الماضي، كانت هناك محاولات مختلفة لإيجاد حل فيما يتعلق بتركيا والقائد آبو وحزب العمال الكردستاني في الديمقراطيات الغربية، ولكن معظمها انتهى بالفشل، وأكد فيشر أنه هناك فرصة حقيقية قد سنحت الآن، وتابع قائلاً: "على مدى السنوات العشرين الماضية، طُرحت العديد من الاقتراحات لحل هذه القضية في الديمقراطيات الغربية، وقد فشلت معظمها أيضاً، ولكن لدينا الآن فرصة حقيقية يجب اغتنامها، فحتى الحجر الصلب يتغير شكله عندما يصب الماء فوقه، وقد كانت غالبية المساعي التي بُذلت على مدى سنوات عديدة غير مثمرة، ولكن اليوم، باتت الفرصة سانحة وفي المتناول، إذا لم يتم اغتنام هذه الفرصة، فإنها ستكون خسارة كبيرة، يجب على كلا الجانبين اتخاذ خطوات من أجل السلام وحل هذه القضية بشكل دائم".

هايدي سيكوينز: خطوة أوجلان الشجاعة يجب ألا تبقى بدون استجابة

 

 

ذكرت النائبة عن حزب الخضر في فيينا هايدي سيكوينز أن خطوة التي اتخذها القائد آبو من أجل السلام، كانت في غاية الأهمية والشجاعة وشددت على ضرورة تجاوب تركيا معها.

ووصفت هايدي سيكوينز رسالة القائد آبو بحل حزب العمال الكردستاني ووقف الحرب العسكرية بأنها مبادرة شجاعة، وقالت بهذا الصدد: "إن هذه الخطوة التي اتخذها أوجلان ليست مهمة فحسب، بل هي في الوقت نفسه خطوة شجاعة للغاية، فالقول 'سننهي الحرب العسكرية وسنحل حزب العمال الكردستاني' خطوة كبيرة جداً، ومع ذلك، هنا في هذه النقطة، يجب أن يكون هناك استجابة من جانب تركيا، للأسف، لم نشهد مثل هذه الخطوة حتى الآن".

"هجمات تركيا تضر بعملية السلام"

وذكّرت هايدي سيكوينز بأن الهجمات ضد الكرد لا زالت مستمرة، مشيرةً إلى أن هذا الأمر يضر بأجواء الثقة، مضيفةً: "لقد سمعتُ مؤخراً عن شن هجوم على عائلة في روج آفا وسقوط قتلى من المدنيين، مثل هذه الحوادث تقوض الثقة بالتأكيد وتضر بعملية السلام".

"على أوروبا أن تضع مقترح أوجلان للسلام على جدول أعمالها"

وأكدت هايدي سيكوينز بأن ينبغي على رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وأوروبا بشكل عام أن يأخذوا دعوة أوجلان للسلام بعين الاعتبار، وقالت بهذا الخصوص: "في الواقع، الأمر المهم هو أن يأخذ رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وأوروبا عموماً مقترح أوجلان للسلام بعين الاعتبار وأن ينقلوه للرأي العام على نطاق واسع، وإلا فإن هذه المبادرة لا يمكن أن تكون فعالة ومؤثرة، فرسالة أوجلان تستحق أن تُسمع بقوة في العالم".

"يجب إطلاق سراح عبدالله أوجلان فوراً"

وذكرت هايدي سيكوينز أن احتجاز عبد الله أوجلان في الحبس الانفرادي على مدى سنوات طويلة هو ممارسة ضد الإنسانية، وأكدت على ضرورة إطلاق سراحه فورا، وأضافت: "لا أحد يستحق أن يبقى في الحبس الانفرادي كل هذه المدة الطويلة، يجب على الحكومة التركية تغيير هذا الموقف فوراً والإفراج بشكل عاجل عن أوجلان، فإلى متى سيبقى في ظل نظام التعذيب والإبادة في إمرالي؟".

كليمنس لاهنر: عبدالله أوجلان ممثل للشعب الكردي ورمز قوي

ووصف المحامي كليمنس لاهنر، من فيينا، دعوة القائد آبو للسلام بأنها مبادرة مهمة للتوصل إلى حل دائم وصادق، وشدّد لاهنر على ضرورة أن تغتنم تركيا هذه الفرصة وتجري مفاوضات جادة مع الشعب الكردي.

وقيّم كليمنس لاهنر، الذي عمل مع المجتمع الكردي على مدار سنوات طويلة، دعوة القائد آبو على النحو التالي: "الدعوة التي وجهها عبدالله أوجلان، هي محاولة جادة نحو إحلال سلام دائم بين الشعبين الكردي والتركي، وهذه مبادرة مهمة للغاية ونأمل أن تستغل وتغتنم تركيا هذه الفرصة وتبدأ إجراء مفاوضات جادة مع حركة التحرر الكردية، فقد تم احتجاز أوجلان في ظل نظام التعذيب والإبادة على مدى سنوات طويلة، تصفه تركيا بالإرهابي، ولكنه بالنسبة للشعب الكردي ممثل ورمز قوي، ودوره في عملية السلام مهم للغاية، وهذه الحرب لا يمكن كسبها بالوسائل والأساليب العسكرية، فلا حركة التحرر الكردية ولا حتى الجيش التركي أيضاً يستطيعان تحقيق نصر عسكري، ولهذا، فإن السبيل الوحيد للحل هو التوافق السياسي والديمقراطي".

"حقوق الإنسان سارية على الجميع"

وأشار لاهنر على أهمية التضامن الدولي، مذكّراً بأن حقوق الإنسان هي عالمية، وقال بهذا الخصوص: "التضامن الدولي مهم للغاية، إذا كنا نتحدث عن حقوق الإنسان، فإنه يجب أن نتذكر أن هذه الحقوق يجب أن تنطبق وتسير على الجميع، وحقوق الإنسان إما أن تكون للجميع أو لا تكون لأحد، حقوق الشعب الكردي لا تقل أهمية عن حقوقنا، عندما تُنتهك حقوق شعب ما، تتعرض حقوق الجميع للخطر، لهذا السبب، يجب أن نقف ضد ذلك معاً ونتحدث ونجد حلاً مشتركاً".

إيوا إرنست-دزيدزيك: تركيا ليست مستعدة لاتخاذ خطوات نحو السلام

ذكرت السياسية النمساوية وخبيرة السياسة الخارجية اوا إرنست-دزيدزيك أن تركيا لا تزال مستمرة في ممارسة القمع ضد الشعب الكردي ولا تتعامل مع عملية السلام بإخلاص، وشددت إيوا إرنست-دزيدزيك على أن القائد آبو ظل محتجزاً في عزلة غير قانونية لسنوات طويلة، ويجب إطلاق سراحه.

كما أكدت اوا على أن الضغوط باتت مكثفة على المعارضة في تركيا وانتقدت اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، قائلةً: "لقد علمت أنه تم اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، فالقضاء في تركيا ليس مستقلاً وهذا ليس من قبيل المصادفة، فأردوغان كعادته يحاول قمع المعارضة ويواصل قصف المناطق الكردية، في حين كان هناك أمل في السلام وكان يُعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع تركيا، ولكن بدلاً من السماح للشعب الكردي بالعيش في سلام، تواصل تركيا المضي في سياسة القمع".

"نظام التعذيب والإبادة المفروض على عبدالله أوجلان غير قانوني وغير عادل"

وتابعت اوا إرنست-دزيدزيك قائلةً: "لقد تم فرض نظام التعذيب والإبادة المشدد على أوجلان لفترة طويلة جداً ويجب الآن إطلاق سراحه، ولقد أعرب الكرد مراراً وتكراراً عن استعدادهم لإجراء المفاوضات ووقف إطلاق النار، لكن ذلك كان دائماً من جانب واحد، ولم تستجب تركيا لذلك بالمثل أبداً ولم تتخذ حتى الآن أي خطوات ملموسة نحو السلام، وفي سوريا أيضاً، يعلق الكرد آمالاً كبيرة على السلام والمصالحة في سوريا ويمكنهم أن يؤدوا دوراً داخل الدولة، ومع ذلك، ينتابني الشك في نجاح هذه العملية، لأنه مباشرة بعد التوقيع على اتفاق من 8 نقاط مع الكرد، تم الإعلان عن أن الرئيس السوري هو الحاكم الوحيد للبلاد، وأن الإسلام هو الدين الرسمي المعترف به، وسرعان ما تم نسيان الكرد والأقليات الأخرى وتجاهل حقوق المرأة".

"أردوغان ليس لديه اهتمام بالسلام"

ذكرت اوا إرنست-دزيدزيك أن تركيا ليست ملتزمة حقاً بعملية السلام في الوقت الحالي، وأن القمع ضد الشعب الكردي والمعارضة مستمر، مضيفةً: "إن القمع في تركيا يتصاعد بوتيرة متسارعة، والقمع ضد الكرد والمعارضة يزداد حدة، ويجري اعتقال الناس، لا ينبغي لأحد أن يصدق أن أردوغان غير مهتم حقاً بالسلام".

بيريفان أصلان: يجب أن تكون عملية السلام تحت إشراف ومراقبة دولية

وأكدت بيريفان أصلان، النائبة عن حزب الخضر النمساوي، على ضرورة مراقبة المجتمع الدولي للعملية في تركيا بشكل أكبر، وذكرت أنه يجب التركيز بشكل مكثف على الدبلوماسية من أجل تحقيق السلام، وتابعت قائلة: "الحقيقة هي أننا لا يمكن أن نصبح إخوة بالموت، فالشعب الكردي والشعوب الأخرى لها الحق في حياة مشرّفة، ولكن يجب مراقبة هذه العملية عن كثب من قبل الجهات الدولية الفاعلة، ويجب أن تبدأ عملية السلام ويجب استخلاص الدروس هذه المرة من التجارب الفاشلة، ويجب أن تستند على أسس أكثر صلابة ومتانة".

"نحن مستعدون للقيام بمسؤوليتنا كسياسيين"

وأضافت بيريفان أصلان قائلة: "أعتقد أنه ينبغي إشراك الجهات الدولية الفاعلة في العملية من أجل عملية سلام أقوى، وينبغي وضع الدبلوماسية في قلب هذه العملية، وإن عملية السلام المتينة ليست مهمة فقط للكرد، بل أيضاً لأوروبا والعالم بأسره، ونحن كسياسيين مستعدون للقيام بمسؤوليتنا، فالشعب الكردي ناضل بشدة وتعب وقدم خسائر جسيمة، يجب ألا ندع العالم يتحول إلى دار أيتام بالنسبة لهم".

قد يهمك