بث تجريبي

تنين الصين الجديد.. ما هو تطبيق الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"؟

حققت منصة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" إنجازًا لافتًا بعد أن تصدرت قائمة التنزيلات في متجر تطبيقات آبل في الولايات المتحدة، متفوقة على "شات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن أيه آي"، مما خلق حالة من الذعر وضجة كبيرة في الأسواق، خصوصا وسط الشركات الأميركية العملاقة والتي أنفقت مبالغ ضخمة للهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي..

ووضعت هذه القفزة السريعة في التصنيف التطبيق الصيني "ديب سيك" في منافسة قوية مع كبار اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعرضت كبرى شركات العالمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة لهزة قوية خلال الساعات الماضية على خلفية ظهور التطبيق الصيني الجديد للذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف أمريكية من هيمنة صينية على عالم الـ AI.

وتمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" من إحداث تحول كبير في المعادلات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، بتطورها السريع في هذا القطاع الذي هيمنت عليه لفترة طويلة الشركات الأمريكية مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل ديب مايند".

ويعد "ديب سيك إر 1"، وهو المنتج الرئيسي لمنصة ذكاء الاصطناعي طورتها شركة ناشئة مقرها في هانجتشو الصينية، نموذجا لغويا متقدما يعتمد على تقنية مبتكرة تهدف إلى تعزيز قدرات الاستدلال والتحليل.

ويستخدم النموذج بنية تجمع بين التعلم التعزيزي والاستدلال المتسلسل، مما يتيح له أداء مهام معقدة بكفاءة عالية.

وتقدم "ديب سيك" نسختين من منصتها:

- "ديب سيك إر 1": النسخة القياسية التي تناسب الاستخدامات العامة.

- "ديب سيك إر 1 زيرو": النسخة المتطورة التي توفر تعديلا غير مراقب للحصول على استدلال أفضل.

وحقق التطبيق شهرة واسعة بفضل تسعيره التنافسي وأدائه المتميز، حيث يقدم الخدمة بسعر 0.55 دولار لكل مليون رمز إدخال، ما يجعله اقتصاديا أكثر من نموذج "أوبن أيه آي 1" الذي يصل سعره إلى 15 دولارا لكل مليون رمز.

ولم تقتصر ميزاته على التكلفة فقط، بل تفوق أيضا في العديد من المهام، ففي اختبارات البرمجة، سجل "ديب سيك إر 1" نسبة نجاح بلغت 97%، متفوقًا على نموذج "أوبن أيه آي 1" في العديد من الاختبارات والمعايير.

كما أثار التطبيق الصيني إعجاب المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل أدائه السلس على الهواتف الذكية وقدرته على التعامل مع المهام المعقدة، بما في ذلك العمليات الحسابية المتقدمة.

وتوفر المنصة إصدارات مدمجة تعمل على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الأخرى، ما يعزز من وصولها وانتشارها بين المستخدمين.

وكانت شركة "ديب سيك" قد نشرت ورقة بحثية تفصيلية توضّح كيفية بناء نموذجها بتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار، باستخدام شرائح "إنفيديا إتش 800" الأقل تطوراً، مما أظهر قدرة الفريق الصيني على تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، واعتبر هذا الإنجاز دليلاً على قدرة الصين على تحقيق اختراقات تقنية على الرغم من القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير الرقائق المتقدمة، وهو ما فتح المجال للتساؤلات حول فاعلية السياسات الأميركية وحجم قدرة الشركات الصينية على الابتكار في ظل هذه القيود.

وحسب شركة أبحاث بيانات التطبيقات "سنسور تاور"، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي الذي يعمل بنظام "ديب سيك- في 3"، شهد زيادة ملحوظة في شعبيته بين المستخدمين الأميركيين منذ إطلاقه في 10 يناير .

و"ديب سيك إر 1"، وهو المنتج الرئيسي لمنصة ذكاء الاصطناعي طورتها شركة ناشئة مقرها في هانجتشو الصينية، وأسسها مدير صندوق التحوط، ليانغ وينفينغ، قد كشفت عن نموذجها المتقدم "R1"، وهو نموذج لغوي ضخم بميزانية محدودة نسبياً، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التكنولوجية وأسواق المال العالمية، خصوصاً في وادي السيليكون، حول ما إذا كانت الشركات الأميركية ذات الموارد الأكبر، مثل "ميتا" و"أنثروبيك"، قادرة على الحفاظ على تفوقها التقني في ظل هذا التحدي الجديد.

وأصبح ليانغ رمزاً للفخر الوطني في بلاده، حيث كان هذا الأسبوع الوحيد من قادة الذكاء الاصطناعي الذين تم اختيارهم لحضور اجتماع علني مع رجال الأعمال برفقة ثاني أقوى قائد في البلاد، لي تشيانغ. 

وقد تم توجيه رجال الأعمال خلال الاجتماع بضرورة تركيز الجهود لتحقيق اختراقات في التقنيات الأساسية، وبدأ في شراء آلاف وحدات معالجة الرسوميات من "إنفيديا" لمشروعه الجانبي في مجال الذكاء الاصطناعي في أثناء إدارة صندوق التحوط "هاي فلاير"، مما عدَّه المطلعون على الصناعة خطوة غير تقليدية من ملياردير يبحث عن هواية جديدة.

واستطاع ليانغ بناء ثروة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات لاكتشاف الأنماط التي قد تؤثر على أسعار الأسهم، ليصبح فريقه ماهراً في استخدام رقائق "إنفيديا" لتحقيق الأرباح من تداول الأسهم. وفي عام 2023، وأطلق "ديب سيك" معلناً عن خططه لتطوير ذكاء اصطناعي بمستوى بشري.

وبعد أن منعت واشنطن "إنفيديا" من تصدير أقوى رقائقها إلى الصين، اضطرت شركات الذكاء الاصطناعي المحلية إلى إيجاد طرق مبتكرة للاستفادة القصوى من عدد الرقائق المحدود المتاح محلياً، وهي مشكلة كان فريق ليانغ قد توصل إلى حلول لها

قد يهمك