أعادت سرعة انتشار الحرائق التي ضربت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية للأذهان ذكرى العديد من حرائق الغابات الكبرى خلال التاريخ الحديث في القرن الحالي الـ12، والتي تسببت في أضرار بيئية وخسائر مادية كبيرة.
وأدت حرائق الغابات في لوس أنجلوس والتي بدأت يوم الثلاثاء 7 يناير وامتدت لمناطق مختلفة، إلى وفاة ما لا يقل عن 11 شخصاً وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى، مما أتى على أحياء بأكملها كانت تضم عقارات بملايين الدولارات حتى الأن، بحسب أخر إحصاءات الجارديان.
وعلى الرغم من صعوبة تحديد الخسائر المالية بدقة في هذه المرحلة المبكرة، تشير التقديرات إلى أن هذه الحرائق قد تكون الأعلى تكلفة في تاريخ البلاد.
ووفقاً لتقديرات أولية من شركة AccuWeather، تتراوح الأضرار والخسائر الاقتصادية بين 135 مليار و150 مليار دولار حتى الآن، وعلى سبيل المقارنة، قدرت الشركة نفسها خسائر إعصار "هيلين" الذي اجتاح ست ولايات في جنوب شرق الولايات المتحدة العام الماضي بين 225 مليار و250 مليار دولار.
ويواصل رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات الكبرى المتعددة. لا يزال جزء كبير من مقاطعة لوس أنجلوس تحت تحذير العلم الأحمر.
وبحسب وكالة رويترز، فإن حريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من لوس أنجلوس، وحريق إيتون في شرق المدينة بالقرب من باسادينا يعتبران بالفعل الأكثر تدميراً في تاريخ المدينة الأميركية مع التهام أكثر من 34 ألف فدان مما أدى إلى احتراق أحياء بأكملها.
وبينما تنتظرالملايين حول العالم الانتهاء من جهود إطفاء الحرائق والقضاء عليها من أجل الحصر النهائي لأضرار الحريق، هناك عدة حرائق غابات كبرى حدثت على مدار التاريخ الحديث، ذكرها تقرير لموقع Earth.Org البيئي، تتمثل فيما يلي:
1- حرائق غابات التايغا السيبيرية
وقعت في العام 2003 - خلال أحد أشد فصول الصيف حرارة التي شهدتها أوروبا حتى هذا الوقت - حيث دمرت سلسلة من الحرائق أكثر من 55 مليون فدان من الأراضي بغابات التايغا في شرق سيبيريا بروسيا.
يُعتقد أن مزيجاً من الظروف القاحلة للغاية والاستغلال البشري المتزايد خلال العقود السابقة لعب دوراً في ما يُذكر باعتباره أحد أكثر حرائق الغابات تدميراً وأكبرها في تاريخ البشرية.
انتشرت الحرائق عبر سيبيريا والشرق الأقصى الروسي وشمال الصين وشمال منغوليا، مما أدى إلى إرسال عمود من الدخان وصل إلى كيوتو على بعد آلاف الأميال.
2- حرائق الغابات الأسترالية
سجلت حرائق الغابات الأسترالية لعام 2020 في التاريخ بسبب تأثيرها الكارثي على الحياة البرية، اجتاحت الحرائق الشديدة ولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند في جنوب شرق أستراليا، وأحرقت 42 مليون فدان، ودمرت آلاف المباني، وأودت بحياة العشرات من الأشخاص، فضلاً عن ثلاثة مليارات حيوان، بما في ذلك 61 ألف كوالا.
وشهدت أستراليا العام الأكثر حرارة وجفافاً في تاريخها خلال الفترة من أواخر العام 2019 وأوائل العام 2020، وهو ما كان عاملاً رئيسياً مساهماً في حرائق الغابات المدمرة.
تُظهر البيانات الصادرة عن هيئة مراقبة المناخ أن متوسط درجة الحرارة في أستراليا في العام 2019 كان أعلى بمقدار 1.52 درجة مئوية من المتوسط، مما يجعله العام الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل في العام 1910؛ وكان يناير 2019 هو الشهر الأكثر دفئاً الذي سجلته أستراليا على الإطلاق. كان معدل هطول الأمطار أقل بنسبة 40% عن المتوسط، وهو أدنى مستوى له منذ العام 1900.
3- حرائق الأقاليم الشمالية الغربية بكندا
اندلع أكثر من 150 حريقاً منفصلاً في جميع أنحاء الأقاليم الشمالية الغربية، في صيف العام 2014، وهي منطقة تبلغ مساحتها حوالي 442 ميلاً مربعاً (1.1 مليار كيلومتر مربع) في شمال كندا. ويُعتقد أن 13 من تلك الحرائق ناجمة عن أعمال بشرية.
وأثارت الأدخنة التي أحدثتها تلك الحرائق تحذيرات بشأن جودة الهواء في جميع أنحاء كندا وكذلك في الولايات المتحدة، حيث كان الدخان مرئياً من أماكن بعيدة مثل البرتغال بغرب أوروبا، ودُمر ما يقرب من 8.5 مليون فدان من الغابات بالكامل، وكلفت عمليات الإطفاء الحكومة مبلغاً وصل إلى 44.4 مليون دولار أميركي.
4- موسم حرائق ألاسكا
كان موسم حرائق العام 2004 في ألاسكا هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الولاية الأميركية من حيث المساحة المتضررة، حيث احترق أكثر من 6.6 مليون فدان من الأراضي بسبب 701 حريق، وبدأت 215 من هذه الحرائق بسبب الصواعق؛ أما الـ 426 حريقاً الأخرى فقد بدأها البشر.
5- حرائق يوم الجمعة الأسود
سجلت هذه الحرائق في التاريخ باسم يوم الجمعة الأسود، حيث دمرت أكثر من خمسة ملايين فدان في فيكتوريا - وهي ولاية تقع في جنوب شرق أستراليا - في العام 1939، وكانت تتويجًا لعدة سنوات من الجفاف، تلاها ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية.
غطت الحرائق أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الولاية وأسفرت عن مقتل 71 شخصاً، مما يجعلها ثالث أكثر حرائق الغابات فتكاً في تاريخ أستراليا.
وعلى الرغم من استمرارها لعدة أيام، فإن الحرائق تصاعدت في 13 يناير، مع وصول درجات الحرارة إلى 44.7 درجة مئوية في العاصمة الأسترالية ملبورن، وإلى 47.2 درجة في ميلدورا في الشمال الغربي، مما أسفر عن مقتل 36 شخصاً وتدمير أكثر من 700 منزل بالإضافة إلى العديد من المزارع والشركات، وسقط الرماد من الحرائق في أماكن بعيدة مثل نيوزيلندا.
6 - حرائق بوليفيا
في شهر أغسطس 2010، اشتعلت أكثر من 25 ألف حريق في أنحاء بوليفيا، وغطت مساحة تقدر بنحو 3.7 مليون فدان وألحقت أضراراً خاصة بنصيب البلاد من غابات الأمازون.
وكانت حرائق الغابات في بوليفيا من أسوأ الحرائق التي شهدتها الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية منذ ما يقرب من 30 عاماً.
7- حريق ريتشاردسون باككونتري
اندلع حريق ريتشاردسون باككونتري في مايو 2011 في مقاطعة ألبرتا الكندية، وكان الأكبر في أكثر من 60 عاماً في البلاد، منذ حريق تشينشاجا عام 1950.
تسبب الحريق في تدمير نحو 1.7 مليون فدان من الغابات الشمالية، ورجحت السلطات أن اندلاعه جاء نتيجة لأنشطة بشرية، ومع ذلك، تسببت ظروف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي والرياح العاتية إلى تفاقم شدتها.
8- حرائق تكساس
تشير حرائق الغابات في تكساس التي وقعت خلال أواخر شهر فبراير 2024 إلى العديد من الحرائق الكبرى في الولاية الأمريكية، والتي تتضمن حريق سموكهاوس كريك في مقاطعة هاتشينسون؛ وهي أكبر حريق غابات في تاريخ تكساس.
تسبب هذا الحرق وحده في تدمير نحو 1.1 مليون فدان، متجاوزاً حريق مجمع إيست أماريلو الضخم في العام 2006، والذي أدى إلى تدمير ما يقرب من مليون فدان.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم