طوال العام المنصرم 2024 استمرت محاولات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مع العديد من الواساطات الدولية التي قامت بأدوار مختلفة لتهدئة الوضع المشتعل بالشرق الأوسط.
ومرت المحادثات بمحطات عدة، وفي أوقات كادت تؤتي ثمارها، وكانت قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق، خاصة في شهر يوليو/تموز الماضي.
واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا لوقف إنساني لإطلاق النار خلال شهر رمضان الماضي، ومن ثم قرار يتضمن رؤية لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكن القرارين لم يُنفذا.
وفيما يلي أبرز محطات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بداية من عام 2024:
يناير
بعد نحو شهر ونصف الشهر من اتفاق تبادل الأسرى الأول الذي شمل إطلاق 125 إسرائيليا، أبدت تل أبيب الاستعداد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق أوسع.
وفي منتصف شهر يناير 2024، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" على تفويض رئيس الموساد دافيد برنياع للتوجه إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل التفاوض.
وعُقد لقاء رباعي في باريس بمشاركة رئيس "الموساد" الإسرائيلي دافيد برنياع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية آنذاك عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتم الإعلان عن إحراز تقدم في هذه المفاوضات ولكن ما لبث أن أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من البيانات تحدثت عن هوة واسعة في المواقف.
فبراير
تجددت المحاولات عبر لقاء عقد في العاصمة المصرية القاهرة منتصف شهر فبراير، ولكنه انتهى دون تقدم على وقع تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق.
وانعقد في ذات الشهر لقاء رباعي جديد في العاصمة الفرنسية باريس، ولكنه انتهى دون اتفاق.
مارس
بتأييد 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2728 الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى "وقف دائم ومستدام لإطلاق النار"، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
لكنه لم يطبق.
أبريل
جدد الوسطاء محاولاتهم للتوصل إلى اتفاق في شهر أبريل، ولكن ما لبث أن بدأ الجيش الإسرائيلي في مطلع مايو عمليات التوغل العسكري في رفح، وأعلن في 7 من الشهر ذاته عن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
ومع ذلك تواصلت محاولة الوسطاء ولكن دون نتيجة.
يونيو
قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب، إطارا لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قال إنه بالأصل اقتراح إسرائيلي وطلب من حركة "حماس" الموافقة عليه.
ورد نتنياهو بأنه ملتزم بمواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها.
وتبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكيا يتضمن البنود التي تحدث عنها بايدن نص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام من غزة، وتبادل الأسرى والإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي للقطاع.
يوليو
تحدثت مصادر إسرائيلية عن تطورات إيجابية في المفاوضات دون الكشف عن تفاصيلها، حيث إن "حماس" ردت إيجابا على اقتراح بايدن، ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان نسبه إلى "مسؤول أمني كبير" إن هناك ثغرات يتوجب سدها وأن إسرائيل ستواصل الضغط العسكري.
وكانت هذه أقرب مرحلة للتوصل إلى اتفاق منذ بدء المفاوضات في مطلع العام.
ولكن في 7 يوليو أصدر نتنياهو البيان الشهير الذي قال فيه: "إن أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالقتال مرة أخرى حتى تتحقق جميع أهداف الحرب، وأنه لن يسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس، ولن يسمح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وأن إسرائيل ستزيد عدد المختطفين الأحياء العائدين من أسر حماس".
وفي الأيام التي تلت ذلك، توجه رئيس الشاباك رونين بار إلى مصر من أجل إيجاد حلول لإصرار إسرائيل على السيطرة على طريق فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر).
وقال مصدر إسرائيلي في حينه: "أوضح رئيس الوزراء أن هذه ليست مسألة عسكرية، بل سياسية. إنه لا يريد مغادرة فيلادلفيا".
وفي 28 يوليو سلمت إسرائيل الوسطاء 5 مطالب إسرائيلية جديدة وهي:
1 - "آلية" تمنع مرور المسلحين على طريق نتساريم.
2 - استمرار التواجد على طريق فيلادلفيا ومنع حماس من العودة إلى معبر رفح.
3 - رفع عدد الأسرى الفلسطينيين المنفيين إلى 170 بدلا من 50.
4 - رفع عدد المختطفين الإسرائيليين المفرج عنهم أسبوعيا إلى أربعة، بدلا من ثلاثة كما ورد سابقا.
5 - قائمة المختطفين الذين سيتم الإفراج عنهم، المرضى والجرحى، ملزمة.
سبتمبر
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه تم التوافق على 15 بندا من بين 18 في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل.
ومع ذلك، فإنه لم يتم التوصل إلى حل برغم الحديث الإيجابي عن قرب التوصل إلى اتفاق.
أكتوبر
جرت محاولات للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن تم استبعاد التوصل إلى هكذا اتفاق قبل الإعلان عن الفائز بالانتخابات.
نوفمبر
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه يريد من الأطراف التوصل إلى اتفاق قبل تسلمه مهامه رسميا في 20 يناير.
ديسمبر
تجددت المحاولات للتوصل إلى اتفاق قبل تسلم ترامب مهامه رسميا، وللمرة الأولى فإن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن وطاقم ترامب يشاركان بفاعلية في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
ويدور الحديث عن تنفيذ ذات الاتفاق الذي كان على الطاولة في شهر يوليو ولكن مع بعض التعديلات.
نبض الشرق
فضاءات الفكر
من زوايا العالم