ميل جيبسون وباريس هيلتون.. حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل نجوم هوليوود

تسببت حرائق الغابات المستعرة في لوس أنجلوس وكاليفورنيا بالولايات المتحدة في حدوث خسائر كبيرة، كما أسفرت عن مقتل نحو عشرة أشخاص، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان، فضلاً عن التهام العديد من المنازل والقصور الفاخرة التي يملكها العديد من المشاهير والفنانين في هوليوود.

وكان من بين أولئك النجوم الممثل الأمريكي ميل جيبسون الذي كشف أن منزله دمرته حرائق الغابات في لوس أنجليس أثناء غيابه لتسجيل بودكاست مع الفنان ومقدم البرامج جو روجان.

وقال نجم السينما الحائز جائزة الأوسكار إن ممتلكاته في ماليبو "احترقت بالكامل"، وانتقد حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، بشأن التعامل مع الأزمة.

وقال جيبسون إنه كان يشعر "بضيق شديد" أثناء زيارته لأوستن بولاية تكساس، ليحل ضيفاً على برنامج جو روغان، بعد أن علم أن المنطقة التي بها منزله "تحترق".

وقال جيبسون: "كل شيء تحول إلى رماد".

وأضاف نجم فيلم "القلب الشجاع"، إنه عاش في منزله لمدة 15 عاماً تقريباً، وأن منازل بعض جيرانه "دُمرت" أيضاً، بما في ذلك منزل الممثل إد هاريس.

وقال إن عائلته التزمت بأمر الإخلاء وهم في أمان حالياً.

تواجه لوس أنجليس أسوأ حرائق غابات في تاريخها، إذ أتت النيران على 31 ألف فدان من الأراضي، وأدت إلى إجلاء 180 ألف شخص.

ولا تزال خمسة حرائق غابات مستعرة في مناطق باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست وليديا في لوس أنجليس.

وصرح رئيس الإطفاء في كاليفورنيا، ديفيد أكونا، لبرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4، أن 10 آلاف بناية من المرجح أن تكون قد دُمرت، كما حذر من أن الرياح خلال الأيام المقبلة قد تؤدي إلى حدوث المزيد من الدمار في المنطقة.

وتحدث عدد كبير من المشاهير عن خسارتهم لممتلكاتهم ومنازلهم في الحرائق المدمرة، من بينهم النجم جيف بريدجز، الحائز جائزة أوسكار عن دوره في فيلم "قلب مجنون"، وشارك في بطولة المسلسل التلفزيوني "العجوز"، وقال إنه فقد منزله في ماليبو الذي ورثه هو وإخوته عن والديهم بعد أن دُمر في الحرائق.

من بين الممثلين الآخرين الذين فقدوا منازلهم، النجم ميلو فينتيميليا، البالغ من العمر 47 عاماً، والمعروف بمشاركته في "فتيات غليمور" و"الأبطال".

وقال في برنامج "أخبار المساء" على قناة سي بي إس، الشريك الإعلامي الأمريكي لبي بي سي: "يدورفي بالي شريط ذكريات عن كل ركن من أركان المنزل، ثم تنظر إلى منازل جيرانك وكل شيء حولك، ولا تجد غير الشعور بالانكسار".

وغادر فينتيميليا وزوجته منزلهما يوم الثلاثاء وشاهدا عبر كاميرات المراقبة النيران وهي تلتهم كل شيء تركوه وراءهما.

من بين المشاهير الذين فقدوا منازلهم أيضاً في الحرائق، باريس هيلتون وبيلي كريستال وآدم برودي.

وأكدت باريس هيلتون، وريثة فنادق هيلتون العالمية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري أنها فقدت منزلها في ماليبو.

كما نشرت مقطعاً على إنستغرام، يوم الجمعة، لما تبقى من منزلها، وعلّقت قائلة: "الحزن لا يوصف حقاً. شعور مُدمّر لا تصفه الكلمات".

وأضافت: "هذه ليست قصتي وحدي. كثيرون فقدوا كل شيء. إنها ليست مجرد جدران وأسقف، إنها ذكريات جعلت من تلك المنازل بيوتاً دافئة. إنها الصور، والهدايا التذكارية، والقطع التي لا يمكن تعويضها في حياتنا".

وقالت: "على الرغم من ذلك، ووسط كل هذا الألم، أعلم أنني محظوظة بشكل لا يصدق. أحبائي، وأطفالي، وحيواناتي الأليفة جميعهم بخير وفي أمان".

وأعربت هيلتون عن شكرها لجميع "رجال الإطفاء، وكل من استجابوا فوراً للأزمة والمتطوعين الذين خاطروا بحياتهم لمكافحة هذه الحرائق".

كان بعض أسوأ الدمار في منطقة باسيفيك باليساديس الخلابة، حيث انتشرت النيران بفعل الرياح، ودمرت ما يزيد على 15 ألف فدان، أي 4200 متراً مربعاً، منذ يوم الثلاثاء.

كما تحولت مساحة كبيرة من الحي، الذي يعد ملاذاً للشوارع الواقعة على التلال المتاخمة لجبال سانتا مونيكا والتي تنحدر إلى الشواطئ على طول المحيط الهادئ، إلى رماد.

بيد أن الممثل جيمس وودز، الذي لعب دور البطولة في أفلام من بينها "نيكسون" و"كازينو"، لم يتمالك نفسه وانهار باكياً خلال حوار مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية عندما وصف خسارته لممتلكاته في منطقة باسيفيك باليساديس.

وقال: "إنه أمر صعب، أن تسبح يوماً في حمام السباحة الخاص بمنزلك، ثم يختفي كل شيء في المنزل في اليوم التالي".

ومسح دموعه وهو يصف كيف عرضت ابنة شقيقة زوجته، البالغة من العمر ثماني سنوات، ما ادخرته في حصّالتها كي تساعدهم في إعادة بناء منزله.

وقال الممثل بيلي كريستال في بيان إنه وزوجته جانيس "قلبهما محطم" بعد فقدان منزلهما في باسيفيك باليساديس الذي كانا يعيشان فيه منذ عام 1979.

وقال نجم فيلم "عندما قابل هاري سالي" في بيان: "أطفالنا وأحفادنا تربّوا هنا. كل شبر من منزلنا امتلئ بالحب. كانت هنا ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها".

كما دمرت الحرائق منزلاً يُقال إنه ملك الممثل أدم برودي، الذي جسد دور البطولة في مسلسل "لا أحد يرغب في ذلك" من إنتاج نيتفليكس، وزوجتة النجمة لايتون ميستر، التي شاركت في بطولة مسلسل "فتاة ثرثارة".

وفقدت الممثلة دانييلا بينيدا، بطلة فيلم "عالم جوراسي"، منزلها وقالت إنها فرّت منه عندما اجتاحت الحرائق منزلها، ولم تأخذ معها سوى كلبها والكمبيوتر المحمول الخاص بها.

وأضافت: "أنا ممتنة لكوني على قيد الحياة. تظهر معادن الناس حقاً في الكوارث".

كما خسر النجمان سبنسر برات وزوجته هييدي مونتاغ منزلهما في الحرائق، وكتب برات قائلاً: "شاهدت عبر كاميرات المراقبة منزلنا وهو يحترق".

وكان من بين النجوم الآخرين الذين اضطروا للفرار، الممثل مارك هاميل الذي شارك في "حرب النجوم"، والممثل يوجين ليفي بطل مسلسل "شيتس كريك".

ووصف هاميل، في منشور على منصة إنستجرام، الحريق بأنه "الأكثر بشاعة" منذ عام 1993، عندما أتت النيران على 18 ألف فدان، فضلا عن تدمير 323 منزلاً في ماليبو.

وقال إنه أخلى منزله في ماليبو و"اندلعت حرائق صغيرة على جانبي الطريق في اللحظة الأخيرة".

كما وصف ليفي لوسائل إعلام محلية مشهد الدخان "الأسود الكثيف" فوق وادي تيميسكال، وقال لصحيفة لوس أنجليس تايمز: "لم أستطع رؤية ألسنة اللهب، الدخان كان داكناً للغاية".

وقالت الممثلة جيمي لي كورتيس إن منزلها آمن لكن الوضع صعب.

وأضافت: "هناك حرائق مروعة في العديد من الأماكن. هذا هو المكان الذي أعيش فيه، دُمر كل شيء في السوق، والمدارس التي يذهب إليها أطفالي. فقد كثيرون من أصدقائي منازلهم".

تعهدت كورتيس وزوجها الممثل كريستوفر جاست بالتبرع بمبلغ مليون دولار، قالا إنه لـ"إنشاء صندوق دعم لمدينتنا العظيمة وولايتنا والأشخاص العظماء الذين يعيشون ويحبون المكان".

كما شارك الممثل كاميرون ماثيسون مقطع فيديو لمنزله الذي تحول إلى أنقاض مشتعلة، وعلّق قائلاً: "نحن بأمان. لكن هذا ما تبقّى من منزلنا الجميل. منزلنا الذي تربى فيه أطفالنا، وأرادوا أن يربّوا هم أيضاً أطفالهم فيه يوماً ما".

وفقدت كاتبة الأغاني ديان وارن، التي كتبت أغنيات كلاسيكية ناجحة من بينها أغنية "لو كان بمقدوري إعادة الزمن" و"لا أريد أن أفقد شيئاً"، منزلها.

ونشرت صورة لشاطئ البحر بالقرب من منزلها، وقالت إن المنزل الذي كانت تملكه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، قد اختفى.

وشارك الممثل ستيف غوتنبرغ، المعروف بمشاركته في "أكاديمية الشرطة"، في مساعدة رجال الإطفاء من أجل تنظيم حركة السيارات لإفساح الطريق أمام شاحنات الإطفاء القادمة.

كما دُمرت مدرسة "باليساديس تشارتر" الثانوية، التي ظهرت في تصوير فيلم الرعب الكلاسيكي "كاري" عام 1976.

وتسببت الحرائق في تأجيل حفل ترشيحات الأوسكار وإلغاء العروض الأولى لطرح أفلام "لا يمكن إيقافه" و"رجل فاضل" و"الرجل الذئب"، وكذلك تأجيل إعلان ترشيحات جوائز نقابة الممثلين.

وفي ظل هذه الأحداث كان قد اندلع حريق مساء الأربعاء، في منطقة صن ست، في هوليوود هيلز، بالقرب من المكان الذي تقع فيه لافتة هوليوود الشهيرة عالميا على الجبل.
 

قد يهمك